د. محمد ضباشه
منذ فترة أفزعتني فتوى شيخ ملتحي من دول الخليج العربي يقول فيها مخاطبا الرجال من كانت زوجته قوية البنية ولا يستطيع تأديبها ضربا فعليه أن يبتعد عنها ويقذفها بالحجارة حرصا على سلامته ، والغريب في هذا الشيخ الجاهل ذو اللحية المستعارة أنه ينتسب للإسلام والمسلمين ولا يتذكر ولو للحظة أن الله أنزل على نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم سورة النساء تكريما لهن وخاطب مريم عليها السلام فى سورة مريم قائلا سبحانه وتعالى وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي وقري عينا صدق الله العظيم ، والقرآن الكريم فيه من الآيات ما يكفي لعلو شأن المرأة المسلمة التي قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه أوصيكم بالنساء خيرا ، وفي حديث أخر يقول رفقا بالقوارير ولكن هذا الزيف على لسان شيخ تربى في مدرسة المغالاة والإتجار بالدين لا يغني وهو من القول الباطل الذي قال فيه أشرف الخلق من سن بدعة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها ومن سن بدعة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها . وأذكرك أيها الشيخ الغافل عن أصول الدين وفقة المعاملات في الإسلام وقول الحق ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون……. وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء فى الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا. وعن أبى بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولهن عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وأن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن ، هذا هو الدستور السماوي فيما ترتكبه النساء من أخطاء أو فواحش وهذا هو العقاب أيها الشيخ الأبلة الذي يفتي بغير علم ويبيح للرجال قذف نسائهم بالحجارة لعنة الله عليك وعلى أمثالك ممن شوهوا صورة الإسلام بالفتاوي الباطلة والإرهاب الأسود و الزيجات المحرمة التي لا سند لها في ديننا الحنيف .
