الإدارة الليبية.. وفرسانها النبلاء

الإدارة الليبية.. وفرسانها النبلاء

المهدي الكاجيجي

تلقيت دعوة كريمة، من الحركة العامة للكشافة والمرشدات “رابطة رواد سوق الجمعة” لحضور سهرة رمضانية، لتكريم القائد البخاري سالم حودة، قائد عام كشاف ومرشدات ليبيا، في الفترة من 1984 إلى 2011، احتفاءً ووفاءً وتقديرا ً له لما قدمه في سبيل نشر الحركة الكشفية والمحافظة عليها.

البخاري سالم حودة، البخبخ، والغزال، والقائد، والباشمهندس، والرئيس المدير العام، والأخ الأمين، وسيادة الوزير، وسعادة السفير. كلها القاب لوظائف تقلدها الرجل، عبر رحلة طويلة من العمل العام. انه واحد من جيل الرجال النبلاء، الذين حفروا طريقهم في الصخر. جيل لم تدركه الطفولة، ولد هَرِماً، مرّ من تجربة حياة طويلة، بدايتها كانت في مدينة غدامس حيث المولد. تعلم اول حرف في زاوية جامع ” التندرين “في عام 1967 تخرج من الجامعة ليتم تعيينه مهندسا في الاذاعة الليبية، وفى عام 2011 أُحيل للتقاعد.

خمسة وأربعون عاما من العمل الوظيفي، تدرج فيها مهندسا، فمديرا للهندسة، فرئيسا لأكثر من هيئة ومؤسسة وشركة حكومية، ثم وزيرا لأكثر من وزارة، إضافة الى مشاركته في العشرات من اللجان. طوال هذه المسيرة الوظيفية، لم ينقطع نشاطه بكشاف ليبيا، الذي امتد لفترة تزيد على السبعين عاما، عمل فيها على راس قيادة جماعية لأكثر من خمسة وعشرين عاما، وهى أطول مدة لقائد عام في تاريخ كشاف ليبيا. استطاع، ورفاقَه، ان يحتفظوا للحركة باستقلاليتها. لم يخدعه المنصب، في العمل احتفظ بولائه للدولة، وفى حياته الخاصة احتفظ بروح الغزال. كان دائماً بسيطا متواضعا بشوشا. مَرؤوسوه ينادونه “الباشمهندس” وأصدقاؤه “بخ بخ”.

الجيل الذي ظلم!!

البخاري سالم حودة، تجربة حياة، لجيل كامل من رجال الإدارة الليبية، الذين عملوا تحت أوضاع غاية في الصعوبة. حافظوا فيها على الولاء للدولة، وليس للنظام القائم. جيل أقصي ظلما، فرحل معظم رجاله عن دنيانا، وانزوى ما تبقى منهم في دائرة الظل، فتبعثرت أوراق تجربتهم نتيجة الجحود، والإهمال، والفهم الخاطئ. تعاملنا معهم بثقافة من عاش مات ومن مات فات، وفي بعض الحالات النادرة، كرمنا بعضا من موتاهم، لينطبق عليهم المثل الشعبي “وهو حي عاش مشتاقا الى بلحة.. ووين مات علقوا له عرجون”. جيل، حصاد رحلته الوظيفية مرتب تقاعدي لا يكفي الان لشراء أدوية الشيخوخة، في بلد يحرق فيه السفهاء الآلاف من الدنانير في الألعاب النارية “خط ولوح”. جيل من حقه علينا ان نكرمه، ومن حق الأجيال القادمة ان تتواصل معه، تلتقي به، تستمع اليه ويستمع إليها ، تتبادل معه الخبرة والمعرفة، لأنها إمتداد له. شكرًا لرابطة رواد فوج سوق الجمعة، التابع لمفوضية طرابلس الحركة العامة للكشافة والمرشدات، على هذه اللفتة الكريمة والنبيلة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :