سالم أبوظهير
في عام 2010م ، نشر قسم الإقتصاد الزراعي بجامعة طرابلس، دراسة تحليلية للتكاليف الإنتاجية لمحصول العنب بالمنطقة الجنوبية ، أنجزها الباحث مصباح بركة مسعود جمعة.
من بين أهداف هذه الدراسة تحديد أهم العوامل المؤثرة على إنتاج محصول العنب في مزارع سبها ومرزق ووادي الحياة، والتعرف على المعوقات التي تواجه منتجي محصول العنب، وقياس كفاءة استخدام الموارد الاقتصادية في إنتاج العنب بمزارع سبها ومرزق ووادي الحياة للوصول إلى الإنتاج الذي يحقق الشروط الضرورية للكفاءة الاقتصادية.
وقد استخدم الباحث أسلوب الانحدارالمتعدد، لكل من مزارع سبها ومرزق ووادي الحياة، في أربع صور وهي: (الخطية واللوغارثمية المزدوجة و النصف اللوغارثمية والآسية)، وكان أفضلها الدالة اللوغارثمية المزدوجة، وكانت جميع المتغيرات المستقلة وهي ذات تأثير إيجابي على المتغير التابع، (إنتاج الهكتار من العنب) في مزارع سبها ومرزق ووادي الحياة وعينة الدراسة ككل، حيث تمثلت المتغيرات المستقلة في السماد المركب، وكمية المبيدات المستخدمة و سماد اليوريا، وعدد العمالة، وكمية المياه المستخدمة في الري.
توصلت نتائج التحليل التي أجراها الباحث في دراستة الميدانية،إلى أن السماد المركب والمبيدات، ووفرة كمية المياه المستخدمة في الري وعدد الأيدي العاملة، وسماد اليوريا لها تأثير على إنتاج العنب في مزارع سبها ومرزق ووادي الحياة.
كما رصدت الدراسة عدد من الصعوبات التي تواجه منتجي محصول العنب، وأهمها: النقص في الأيدي العاملة وارتفاع تكاليف عوامل الإنتاج، وانخفاض مستوى الأسعار عن تكاليف الإنتاج ، إضافة الى عدم وجود أسواق منظمة قريبة لتسويق محصول العنب بمزارع سبها ومرزق ووادي الحياة.
الباحث مصباح بركة مسعود ، قدم في ختام دراسته عدد من التوصيات الهامة، والتي من شأنها أن تقلل من حجم العوائق والمشكلات، التي تواجه زراعة العنب في المنطقة الجنوبية، وتحديداً في مزارع سبها ومرزق ووادي الحياة ، ومن بين هذه التوصيات : ضرورة قيام الجهات المسؤولة بدعم المزارعين وتشجيعهم للعمل على زيادة عدد شجيرات العنب للوصول للسعة المزرعية المثلى في هذه المزارع ، مع ضرورة حث المزارعين على التخلص من الأصناف الأخرى متوسطة ورديئة الجودة، وأوصت بأن يكون دعم الدولة عن طريق ذلك بتركيز الإعانات المقدمة من طرفها على استقدام أصناف معينة،عالية الجودة وتوفيرها للمزارعين.
الدراسة أوصت أيضا، بأن تعطى الأولوية في منح الإعانة للمزارع التي تحتوي على عدد من شجيرات أقل من الحجم الأمثل، وأن تكون هناك دعم لمدخلات الإنتاج ومزايا تسويقية خاصة للمزارع المثلى من حيث العدد والإنتاج،إلى جانب زراعة الأصناف المتباينة بالنضج بحيث تكون هناك أصناف مبكرة النضج وأخري متأخرة وذلك لإطالة موسم إنتاج العنب ،الدراسة أيضا أوصت بضرورة قيام الجهات المختصة المسؤولة بالشأن الزراعي على أن توفر مخازن مبردة لحفظ الإنتاج الجاهز للتسويق من محصول العنب.