عندما يهمس الضعفاء

عندما يهمس الضعفاء

  • نورهان الطشاني

في هذه الأثناء

بينما أسقط كثيرا

وتتساقط من ورائي الجنائز

أحدهم كان يطالب العالم ..

في أن يكون دسما أكثر

في أن يكون شريفا أكثر ،

يطالب .. بحرب منصفة

حرب أخيرة و عادلة

حرب ..يخسر الجميع فيها

وينتصر الجميع أيضا ،

وحدهم الضعفاء من لا يطالبون بشيء

وحدهم من يعتذرون لساداتهم بطريقة ملفتة أكثر ،

هكذا علمتهم أمهاتهم ..

تعلموا أن يصنعوا الاعتذار من الموت

وأن يبحثوا عن الكلمات التي تعبّر عن الأسف

من أطراف الغابة ،

الكلمات التي يعجز الكثير عن تذكرها

يجمعها الضعفاء في سلة واحدة

ويعودون أدراجهم وهم محملين بالشجر .

وفي هذه الأثناء

بينما كنا نفترق ..

أنا وحبيبي “الرائع جدا”

وأحاول أن أعيش عزلتي

وأن أستمع إلى أغنيات الفقراء

أغنياتهم البسيطة

والتي غالبا ما تكون

حزينة ،

وأن أنصت جيدا

إلى نصائح صديقاتي المقربات

وأختي التوأم ، وأتعلم ..

كيف أتجاوز هذا “الحب العظيم”

الحب الذي لم يتجاوز عنقي بعد ..

كنت أشبه الضعفاء

أتصرف مثلهم

ولا أفعل شيئا سوى الهمس ،

أهمس عندما أغضب

أهمس أثناء الرحيل ،

لم أتوقف عن الهمس حينها

كنت أهمس لمجرد الهمس ،

كان ظهري مثقلا بالحروب

كان ظهري لا يتحمل الصراخ

كان ظهري مجعدا ..

بالذكريات المنتزعة ،

كنت أقطف الحب

من بين ألسنة النار ..

وأهمس جيدا

في أذن الكون  لن أموت .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :