محمود السوكني
عند صدور هذا العدد ، تفصلنا خمسة أيام عن إنعقاد قمة القادة العرب الطارئة التي دعت إليها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بعد أن تلقت طلباً بذلك من فلسطين والعربية السعودية في اليوم الأخير من الشهر المنصرم .
القمة ستلتئم في الرياض برئاسة السعودية التي ترئس الدورة الحالية للجامعة وستكون القمة (الطارئة) في نفس توقيت القمة العربية /الإفريقية !
ماهو المطلوب من قمة القادة العرب وجزءً عزيزاً من وطننا يذبح أبنائه بإيدي محتل غاصب لا يفتأ يصف حكامنا بالخيانة والعمالة والسعي اللاهث لإرضائه رغم ما يفعل من مجازر وما يرتكب من حماقات يتعمد تسريب وقائعها !
كيف تستطيع هذه القمة تلبية طلبات أبناء الأمة في الوقت الذي تعلن فيه أمريكا جهاراً نهاراً أنها من يحمي بقائهم على سدة الحكم !
إلى ماذا سيتوصل قادة العرب ؟ وما المطلوب منهم ؟!
يقول المتحدث بإسم أمين عام جامعة الدول العربية بأن حكامنا سيبحثون الوضع في غزة ، وكأن سقف العشرة ألاف شهيد ليس كافياً لتوضيح الموقف الذي صار عليه الوضع في غزة !
ويقول الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بأن الهدف من الدورة غير العادية لجامعة الدول العربية هو وقف العدوان الإسرائيلي (!) وأن الطلب الفلسطيني لعقد القمة جاء بالتنسيق مع السعودية رئيسة الدورة الحالية للجامعة وللإستفادة من (فرصة) وجود القادة العرب في الرياض يوم 11 نوفمبر لحضور القمة العربية الإفريقية (!) أي أن قادتنا الأفذاذ لم يكن في أذهانهم هذا الإجتماع الذي اقحموا فيه بفضل تعميم الأمانة العامة للجامعة للطلب الفلسطيني وهو ما يعني أن حكامنا الأشاوش سيستغلون فرصة لقائهم في قمة العرب والأفارقة ليستقطعوا بعض الوقت ويقرروا في صوت واحد وبشجاعة منقطعة النظير (مطالبة العدو بوقف العدوان) والعدو -طبعاً- سيقوم على الفور بالإستجابة لهذا المطلب دون تأخير !!
هل نملك أكثر من الدعاء بأن يرحمنا الله من هكذا وجوه لا تعرف حمرة الخجل .