- محمود السوكني__
إستلم بريدي الصوتي رسائل صوتية صادقة النبرات ، تخاطب الوجدان وتصدقه القول ، كان فيها صوت المحامي الجسور “يوسف محمد الكايخ” بصوته المجلجل يصدح بالحق وهو يخاطب أبناء وطنه الممزق ، يدعوهم إلى وحدة الصف ، وإجتماع الكلمة ، والتشبت بمحبة الوطن .
كان صوته الشجي يخفي نبرة حزينة توجع القلب ، كان ينزف رغم قدرته البارعة على مداراة ذلك ؛ ذكرني أستاذنا “الكايخ” بأساطين الإذاعة الذين تربينا على أصواتهم ، فقد كان صوته واضح النبرات ، جميل العبارات ، ينفذ إلى القلب دون إستئذان ، ولأنه صادق القول فإنك لا تملك له دفعاً رغم الألم المتغلغل في الحروف ، المسيطر على الوجدان . موجع قول الحقيقة ، مؤلم جداً سماعها وأنت عاجز عن مواجهتها لأنك لا تجد حلاً لها .
لا يكتفي المحامي النابه “يوسف محمد الكايخ” بنكث الجراح لكنه يرشدنا إلى سبيل الخلاص ، يخاطبنا بلسان الطفل الذي يرنو إلى حياة هانية ، يناشدنا بلسان الشاب الذي يحلم بغد مشرق عزيز ، يرجونا بلسان الأم والأخت والزوجة والإبنة أن نرأف بحالهن ، يستحلفنا بإسم الوطن أن نكون جديرون بثراه وإلا فلا ، كيف السبيل إلى ذلك ؟! يرشدنا صاحب كتاب (صرخات إستنفار ليبيا الثائرة) إلى درب النجاة عبر إستنفار الهمم وإيقاظ الجوارح الخامدة وإشعال (ثورة الخلاص) التي ستكون وحدها الطريق الممهد لعودة الحياة إلى الوطن المتخن بالجراح .
يختص أستاذنا “الكايخ” أتباع فبراير وأنصار سبتمبر بإعتبارهما محور الخلاف ، ولأنهما أساس المشكلة التي تفرعت وأفرخت كل هذا التناحر الذي نشهده هنا وهناك . لا يتهم أحداً بعينه ، ولا يلوم هذا أو ذاك ، ولكنه فقط يناشدهم ، يرجوهم ، بل ويتوسل إليهم ، إن هبوا لنجدة الوطن ، لا تتركوه سقط متاع للأخرين ، إجتمعوا على محبته ، وحدوا صفوفكم من أجل وحدته حتى تستطعموا نعمته ، وترفلوا في خيره الوفير .
عشرون مقطع صوتي تحت إسم (ليبيا ثورة الخلاص) نشرها صديقنا الأديب الأريب “يوسف محمد الكايخ” على قناة يوتيوب بصوته الوقور ونبراته الرخيمة ، ولغته الصحيحة المتمكنة التي يأخذك سجعها المنغم بسحره الأخاد ، تلك المقاطع العشرينية تجدونها متاحة لكل من يرغب في سماع نداء الوطن .














