محمود السوكني
مضى رمضان بشجنه وتلاه العيد بوحشته والدمع قد تحجر في المآقي والقلب يعتصر ألامه والحال يزداد سوءً على أشقاء لا معيل لهم سوى مالك الكون الذي نستجدي عطفه ونلهج بالدعاء طلباً لعونه ، تقول صحيفة الفايننشال تايمز الأمريكية في صدر صفحتها الأولى (الحرب حولت العيد في غزة إلى مأتم) إذ لم يتوقف جيش الإحتلال رغم قرار مجلس ألأمن عن مواصلة عملياته العسكرية الهوجاء على الأرض ترافقها غارات حمقاء من الجو لتمنع مجرد التفكير في الإحتفاء بالعيد !
أخر (الإنجازات المفخرة) لجيش النتن التي أعلن عن تنفيذها مؤخراً نجاحه في إغتيال ثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي بدوره إستقبل الخبر بكل رباطة جأش قائلاً بزهو (بهم وصل عدد شهداء الأسرة إلى الستين شهيداً نحسبهم عند الرحمان من اتباع رسوله وخاتم أنبيائه ) .
الأشقاء في كل الأقطار العربية والدول الإسلامية لم يكن عيدهم كما هو عيد أبناء غزة المكلومة، كان عيدهم غير شكل ، كانت الأفراح تغمر الديار ، ومظاهر الزينة في كل مكان ، والملابس الزاهية تبهر الأبصار، والتنافس على أشده في إلتهام أطايب الأكل واشهى الحلويات ، لم يشغل بال الأشقاء في الدين وأبناء العمومة مايحدث من مجازر لأبناء فلسطين ، وهل شغلهم عنها ما أصابها منذ سبعون عاما ؟!
اللهم أن هذا حالنا لا يخفى عليك وأمرنا باين بين يديك ، منذ عام النكبة عندما تحالف الغرب مع عملائهم من الرجعية العربية في إغتصاب فلسطين والعرب يدبجون القصائد ويلقون البيانات ويعقدون المؤتمرات ويطلقون الشعارات التي تنادي جميعها بتحرير فلسطين وعودتها إلى الحضيرة العربية ، كل ذلك لم يتجاوز الحناجر ولا تخطى الورق وهي صناعة نجيدها وتفوقنا فيها عن غيرنا من شعوب الأرض ، لكن ، هل حررت الحناجر شعباً ؟ أم إستردت الخطب أرضاً ؟ أم أن الخنوع سيكون دريعة لمزيد من القتل والتدمير ومشجعاً على توسيع رقعة الإحتلال حتى يتحقق حلم الصهاينة في دولة الميعاد ؟
متى يفيق أبناء يعرب ؟
متى يصحو أتباع محمد صلوات الله وسلامه عليه ؟
متى نكون ؟ قبل أن نتحول إلى فعل ماضي ..ناقص !