عيد التضحية و.. الفداء

عيد التضحية و.. الفداء

محمود السوكني

هو عيد للتضحية والفداء بمفهومه الإنساني ومدلوله الرباني ، ليس عيداً للتفاخر بقرون الأكباش ودسامة المآدب والتباهي بصحة الوجه والابدان !

فيما يحتفي المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بهذه المناسبة العظيمة بنحر وذبح ماتيسر لهم من النعام ، يشاطرنا أبناء عمومتنا هذا الإحتفاء -على طريقتهم- بسفك دماء عشرات الألاف من أشقاء لنا لا حول لهم ولا قوة،  قبل العيد بأشهر وأثناء العيد وبعده وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا !

تسعة أشهر وجيش المحتل ومن وراءه النتن المختل يطاردون كل كائن حي يدبُّ على أديم أرض الرسالات الطاهرة دون أن يتصدى له أحداً ممن صنعوه أو من كفلوه ولا من جاوروه ، حتى البعبع الأزلي الذي يرهبون به الأذلاء أمثالنا الذي يسمى زوراً وبهتاناً مجلس الأمن لم يقو على تنفيذ قراره الهزيل رغم أن القرار قد صيغ على نحو لا يسمن ولا يغني من جوع .

و.. في غياب (الأشقاء) يحاول حزب الله من جهة والحوثيين من جهة أخرى ومن سار على منوالهم الدفاع عن شرف الأمة بما أوتوا من قوة وما تيسر لهم من عتاد .                     لقد كان لابد من 7 أكتوبر،  وسيؤكد التاريخ ذلك يوماً ، وفي إعتقادي أنه لو تأخر بعض الوقت حتى مقدم الأسوأ إلى البيت الأبيض لإنتهت قضية العرب الأولى إلى غير رجعة ولتم وأد حلم دولة فلسطين دون مراسم دفن وإلى الأبد .

كل الاحتمالات تنذر بحرب مترامية الأطراف في المنطقة قد تكون لبنان ضحيتها الأولى ، ولبنان بالمناسبة طرف أساسي في هذا الصراع دون أن يؤخد رأيه أو حتى إذنه وكل ذنبه أن حزب الله العتيد قد ولد من رحمه وعليه أن يحتمل تبعات افعاله التي لا تروق لطوائفه المتنازعة فيما بينها والتي لم تستطع منذ زمن طويل أن تتفق على رئيس يولونه شئونهم ولا حكومة تخدم مصالحهم !

كما قلنا في السابق ونعيد القول الآن ، هذه الحرب لن تنتهي في وجود هذا النتن لأن مستقبله السياسي مرهون بإستمرارها،  وهو بالتالي لن ينصاع لأوامر محكمة العدل الدولية ولا لقرارات مجلس ألأمن ولا لنصائح الحلفاء بعد أن فشلت محاولات الأمريكان عن كبح جماحه التي وصلت إلى إلغاء إجتماعات بين الطرفين وتجميد صفقات أسلحة جعلت النتن يفكر جدياً في البحث عن مصادر بديلة .

لن يتوقف ، ولن يرعوي إلا بمواجهته بعزيمة الرجال وإيمان الأبطال وإلا سنتحول جميعاً إلى ضحايا على مائدة اللئام الذين يصفقون له ، وعلينا أن نختار بين أن نكون ضحايا أو أن نكون شهداء فداءً لله والوطن .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :