عَـبْـدُ القَـادِر عَـلِـي مُـحَـمّـد “لفسانيا” امْـتِـحَـانَـاتُ الشّـهَـادَةٍ الثّـانَـوِيّـة بِـسَـبْـهَـا ذَاتُ وَضْـعٍ اسْـتِـثْـنَـائِـيّ

عَـبْـدُ القَـادِر عَـلِـي مُـحَـمّـد “لفسانيا” امْـتِـحَـانَـاتُ الشّـهَـادَةٍ الثّـانَـوِيّـة بِـسَـبْـهَـا ذَاتُ وَضْـعٍ اسْـتِـثْـنَـائِـيّ

حوار :: زهرة موسى 

انطلقت في الفترة الماضية امتحانات الشهادة الثانوية بمدينة سبها ، بواقع تسع لجان وكان عدد الطلبة 2030 طالب و طالبة ، و كانت الوزارة قد أصدرت فيما سبق قرارا بإجراء الامتحانات في الجامعات ، ولكن بسبب الأوضاع الأمنية تم استثناء مدينة سبها من القرار .

قال ” عبد القادر علي محمد ” مدير مكتب الامتحانات سبها ” هذا العام كان مميزا بالنسبة للشهادة الثانوية ، حيث أصدر الوزير تعليمات و بعض القرارات بأن تكون امتحانات الثانوية في الجامعات ، وهذ الأمر تم تنفيذه في جلّ مناطق ليبيا باستثناء سبها ، بسبب التوترات الأمنية و القبلية الموجودة بها ثم بدأ الامتحانات بالمدارس ، بحيث قسمت اللجان إلى تسع لجان ، أوكلت مهمة الإشراف على هذه الامتحانات لإدارة جامعة سبها ، و تم تكليف عدد من الدكاترة بمختلف تخصصاتهم ، كل دكتور يرأس لجنة ، مع ملاحظين و مراقبين ، و كما تم إضافة عدد اثنين من مديري المدارس لكل لجنة ، إضافة إلى مفتش ، و مراقب و أخصائي اجتماعي و مسعف ، و ذلك للإشراف على الامتحانات و متابعتها من جميع النواحي ، كان عدد الطلبة الممتحنين 2030 طالب ببلدية سبها .

الطلبة يشتكون من عدم استكمال مناهجهم .

أوضح ” هذا الأمر موجود على مستوى ليبيا ، بالتحديد بلدية سبها ، و هذا نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية بالمدينة ، وخاصة أن بعض المدارس لم تستكمل مناهجها ، بسبب الغياب المتكرر لأعضاء هيئة التدريس ، و هذا نتيجة إلى أن هؤلاء المدرسين يسكنون في المناطق التي تعاني من توتر أمني ، وهذا أثر بشكل كبير على الدراسة و كذلك على المدرسين كونهم يعانون من التوتر و القلق .

كل هذه المشكلات كيف تعاملتم معها ؟

ذكر ” تكتب مذكرة و تحال إلى الإدارة العامة للامتحانات و هي بدورها تحولها إلى الوزارة ، وصلت الشكاوى ، و تضمنت بأن هناك عددا من المناهج التي لم تستكمل ، و أننا نعاني من نقص المعلمين ، و خاصة المعلم الكفء و الجيد و الخبير ، و كل ذلك بسبب غياب التفتيش ، و نقص كوادر التفتيش .

ما الحل لهذه المشاكل ؟

فالطالب يعاني من هذا الكم من المشكلات وكل هذه العوامل جاءت ضده و في النهاية يقدم للامتحانات وثم يرسب . أفاد ” في الحقيقة إصلاح التعليم لا يأتي في ” شهر 6 ” أو الغرض الحد من ظاهرة الغش ، إصلاح التعليم يأتي من البداية من إعداد المعلم الجيد ، و المفتش الكفء ، الآن بعض المواد العلمية “كالحاسوب ، الرياضيات ” نعاني من نقص المفتشين فيها ، و ذلك كان نتيجة لتقاعد عدد كبير من المفتشين في

العام (2013 ،2014 ) ، أذكر أنه في ذلك الوقت تقاعد ما يقارب 15 مفتشا في نفس الوقت ، و ليس هناك بديل عنهم ، و هذا الأمر يشمل حتى المعلمين ، فالمعلم بعد 20 عاما من التدريس يستهلك ، وحتى أحباله الصوتية تتعب و تضعف ، لهذا كان على الوزارة وضع خطط بديلة ، بتجهيز كوادر بديلة كل عشرين عام ، كانت أكبر جريمة إلغاء معاهد التعليم ، فيجب إرجاع المعاهد و بقوة بنفس التخصصات ، كان المدرس يدرس 5 أعوام بمعهد المعلمين ، السنتان الأولى عام و ثلاثة أعوام تخصص ، و في السنة الرابعة يدرس تربية عملي ، يذهب للمدرسة و يتدرب بإشراف التفتيش و المعلمين ، ولكن للأسف في العام 2000 تم إغلاق المعاهد بغية تعويضها بالجامعات ، و لكن مع احترامي للجامعات إلا أنها لم تغطي عمل المعاهد ، فالجامعة معدة لإخراج كفاءة فقط ، بدون أن يكون معلما ، و للمدرس شروط معينة، عليه دراسة طرق التدريس والتربية و علم نفس ،

يتابع: و يدرس الصحة المدرسية ، معاهد المعلمين مهمة جدا و اختفت يجب أن تعود الآن .

أستاذ عبدقادر استنادا لكلامك تعتبر الاعتصامات التي يقوم بها الطلبة هي رد فعل طبيعي لما يحدث لهم ؟

اظهر ” مؤخر بدأ يعتقد الطالب وولي أمره أنه أمر طبيعي جدا أن يغش الطالب في الامتحانات ليتجح في نهاية المطاف ، و أن الغش حق مشروع له ، الآن نسبة 65% من المشكلات الحاصلة بسبب الغش .

في المقابل في اعتقادك هناك عوامل أخرى ساعدت على اتجاه الطلبة للغش؟

بالفعل هناك عوامل ساعدت على اتجاههم للغش و للقضاء على هذه الظاهر نحتاج أولا لتغيير ثقافة المجتمع ، وهذ يبدأ من أولياء الأمور ، لأنهم يريدون أن ينجح أبناؤهم بأي طريقة كانت ، و نحن نعلم جيدا كيف ستكون عواقب الغش ، فهي ستنتج جيلا فاشلا ، و هذا ما نعاني منه الآن فأصبح هناك ندرة في الطلبة المجتهدين . ما يدور في اجتماعاتكم من طرح المشكلات هل هناك حلول على أرض الواقع ؟ أكد ” للأسف ، وهذا يرجع لعدة أسباب ، أولا لمشاكل إدارية وهي التبعية ،فمكتب التفتيش التربوي مثلا يتبع الإدارة العامة للتفتيش و هو يتعامل بأنه ليست له أي علاقة بمكتب التعليم سبها و هذا خطأ كبير ، و مكتب التعليم يتبع الإدارة العامة و مكتب المراقب و أنا أحاول أن أوفق بين الاثنين ، في النهاية ما يهمني هو القيام بالعمل المطلوب فقط ، و غياب الإمكانيات و المتابعه من الوزارة و أقصد بالمتابعة الإشراف و المتابعة ، و ليس مكتب بالمتابعة ، بالإضافة إلى اهتمام ولي الأمر و ثقافة الشارع ، و عدم وجود من ينفذ القانون على أرض الواقع .

مكتب الامتحانات سبها مم يعاني ؟

أردف ” يعاني من نقص الإمكانيات ، و عدم وجود مقر آمن ، فبسبب غياب الأمن ، بتنا ننتقل من مكان لآخر ، و دائما ما كانت مقراتنا تتعرض للسرقة و النهب و الحرق ، أصبح هناك نوع من الخوف أثناء العمل ، خاصة أنه في قسم الوثائق توجد و ثائق أرشيفية منذ عدة عقود مضت ، و لهذا خوفا عليها من العبث قمنا بنقلها خارج المدينة حفاظا عليها ، فهي إرث ثقافي يجب أن نحافظ عليها ، و هذه الوثائق يجب أن تؤرشف في أجهزة الكمبيوتر لتحفظ و لكن للأسف بالرغم من خطاباتنا و مراسلاتنا إلا أنه لم يتم أرشفتها حتى الآن.

هَـلْ تَـوَاصَـلْـتُم مَـعَ الجِـهَـات الأمْـنِـيّـة مُدِيـرِيّة الأمْن و بَـلَدي سَـبْـهَـا بِـالْـخُـصُـوص ؟

أشار إلى ” قائمون بدورهم ، و لكن نقص الإمكانيات يحدهم ، و أنا تواصلت مع عميد البلدية ، و مديرية الأمن ، و الآن خلال فترة امتحانات الشهادة الثانوية ،لاحظنا قيامهم بدورهم على أكمل وجه ، في الحقيقه هو رجل يسعى لتحقيق الأمن ، ولكن ظروف المدينة تحول دون ذلك ، و أكبر دليل على ذلك ، أن الامتحانات تسير على أفضل ما يرام و الأمن موجود أمام المدارس .

كلمة تختم بها ختم

” أشكركم على اهتمامكم بالتعليم و العملية التعليميه ، وكذلك أشكر موظفي مكتب التعليم على جهودهم المبذولة ، و كذلك أشكر مديرية أمن سبها على موقفهم و مساعدتهم لنا في فترة الامتحانات ، ، و أيضا مراقبة تعليم سبها و اهتمامهم ، أيضا جامعة سبها على إشرافهم على امتحانات الشهادة الثانوية ، في النهاية الامتحانات مهمة الجميع مهمة الدولة و المجتمع ،فجميع الممتحنين أبناء هذا المجتمع ، النقطة الثانية نصيحة أقدمها لأبنائي الطلبة بأن يبتعدوا عن الغش ابتعادا نهائيا ، و النقطة الثالثة أنصح أولياء الأمور بترشيد أبنائهم الطلبة ، و الابتعاد عن الغش و عن تخريب ممتلكات المدارس فهذه الممتلكات لهم وحدهم و لأبنائهم و أحفادهم مستقبلا ، ففي بعض الأحيان تتغير أثاث المدارس مرتين سنويا ، و هذا لعدم المحافظة ، و هذا أيضا دور أئمة المساجد في الخطب والترشيد و النصح والابتعاد عن تخريب الأماكن العامة والنهي عن السرقةو القتل ، و الابتعاد عن الغش و عن الأشخاص غير الصالحين كلها بدأت تختفي من خطب الجمعة ، و هذه الخطب لها تأثير كبير ،لذا أتمنى منهم أن يتجهوا لقضايا المجتمع و ما يعانيه الآن من مشكلات حياتية يومية ، فكل هكذا أشياء يمكن أن نقضي عليها بالتوجيه ليس كل شيء يحتاج للقوة ، يجب التركيز على هذه الخطب لأن خطبة الجمعة لا يكون بها أولياء الأمور فقط بل حتى الطلبة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :