بقلم :: فوزي الشلوي
مُتْعَبَاً عُدْتَ ..
مُثْقَلاً بِعِشْقٍ تَوبَادِي
وبِرَائِحَةِ الْصَّحْرَاءِ ..
و وَبَرِ الأَبْلِ
أَلَمْ تَكْتَفِي بَعْدُ ؟؟ ..
لَيْلَىَ .. لَمْ تَعُدْ أُنْثَاكَ يَا رَجُل ..
غَيَّرُوا مَلاَمِحَ وَجْهِهَا ..
ولَونَ عَيْنَيهَا ..
عَطَّرُوهَا بالـ ( سَانتْ لاورنت ) ..
و ( تِشانِيل )
أَلْبَسُوهَا مِنْ فَتْرِيناتِ ..
رُومَا .. وبَارِيس ..
ومَنَحُوهَا ..
وَلِيمَةً لِقَرَاصِنَةِ الْبِحَارِ ..
وقُطَّاعِ الْطُّرُقِ
لَمْ يَعُدْ جُنُونُكَ – يَا قَيْسُ –
يَلِيقُ بِهَا ..
لَمْ يَعُدْ ثَوبُكَ الْمُرَقَّع ..
يُحَاكِي تَسْرِيحَةَ شَعْرِهَا الْقُزَحِيّ ..
ولاَ حُمْرَةَ خَدَّيْهَا الْمُسْتَورَدةِ
فَامْتَطِ ظَهْرَ بَعِيرِكَ الأَجْرَبِ ..
واذْهَبْ لِمَغَارَتِكِ الْقَدِيمَةِ ..
امْضِ ..
فَصَحْرَاءُ الْوَجَعِ بِانْتِظَارِكَ
لَمْلِمْ حَبَّاتِ الْرَّمِلِ ..
حبَّةً حَبَّةً ..
وأَنْقِشْ عَلَيهَا قَصَائِدَكَ الْمَجْنُونَةِ
أُكْتُبْ فَوقَهَا ..
لَمْ يُكَبِّرْ الْتَوبَادُ حِينَ رَأَنِي ..
ولَمْ تُجْهشْ أَنْتَ بِالْبُكَاءِ حِينَ رَأيتَهُ ..
ارْحَلْ يَا رَجُل ..
فَصَحْرَاؤكَ أَكْثَرَ أَمَانَاً ..
وخَيْمَتُكَ هُنَا ..
قَصَفَتْهَا طَائِرَاتُ ( الرَّافَال )
و ( والْميغِ ) و ( التُورنَادُو )
لَيْسَتْ تِلْكَ الَّتِي تَبْرُقُ فِي لَيْلِكَ
نُجُومًا ..
ولاَ هَذَا الَّذِي يَشُعُّ فِي سَمَاءِكِ
قَمَرًا ..
وَطَنُكَ صَارَ مًشَاعًا ..
لأَقْمَارِهُمُ الْصِنَاعِيَّةِ
ومَكْوكَاتِ الْتَّجَسُّسِ عَلَىَ خَيْمَتِكَ الْعَتِيقَةِ
لَمْ يَعُدْ هَوَاكَ سِرَّاً ..
ولاَ حُلُمُكَ سِرَّاً ..
نَزَعُوا لَيْلَىَ مِنْ عَيْنَيكَ ..
نَشَرُوهَا عَلَىَ مَضَارِبِ الْقَبِيلَةِ
فَاعْذُرْهَا إذَا هَرَبَتْ ..
وغَيَّرَتْ لَونَ جِلْدِهَا ..
ووّضَعَتْ عَدْسَاتٍ لاَصِقَةً لِعَيْنَيهَا ..
فَفُرْسَانِ الْقَبِيلَةِ ..
صَارُوا يُطَارِدُونَ كَرَامَتَهُمُ فِي دَمِهَا ..
وبَكَّارَتُهَا صَارَتْ ..
كَلَّ الْقَضِيّةِ ..
كُلَّ ……
الْقَضِيَّةِ !!!!!