- الباحث في التراث : مصطفى فنوش
وضعت الترتيبات بين القادة الطليان و المجاهدين الليبيين على عقد اجتماع تفاوض وصلح في منطقة “المروة ” بالجبل الأخضر وحضر وفد المجاهدين للتحاور مع الطليان الذين كانوا قد بيتوا الخيانة والقضاء على الوفد المتفاوض. وعندما الحراس ” وهم غرب ليبيين قد جندوا في خدمة الطليان ” بما ينوي القادة فعله بعد حضور الوفد المكون من المجاهدين, فلم يكن أمامهم سوى إطلاق غناوتين علم تعلم المجاهدين بما يدبر لهم من قبل القادة الطليان. وكان عليهم الابتعاد من المكان حفاضاً على أرواحهم, فقد أطلق العسكري الأول من الجهة المقابلة العنان لحنجرته وهو يردد هذه الغنوه: ” اجار ما يخون اجار وحنا جارنا خينينه ” وبمجرد الانتهاء من ترديد الأغنية وإعادة كلماتها وهي تأخذ حيز من الوقت يصغي فيه المجاهدين وهي يراقبون الترتيبات لأعداد طاولة المفاوضات ينطلق الإنذار الثاني من الجهة المقابلة الأخرى حيث يردد العسكري المكلف بالحراسات الإنذار الثاني والتي يتناول الأغنية التي مفادها : “يا محافظين الدور جاكم السيل وغمكم” وهنا يتيقظ المجاهدين للمؤامرة المدبرة لهم فتغير الخطة بدل من إعداد نقاط التفاوض مع الطليان إلي إعداد لغة البنادق, فيقومون بمغتت الطليان ويلحقون بهم خسائر فادحة بعد أن تم فك شفرة الأغنيتين. وهكذا لعبت غنوة العلم في حماية المجاهدين من الوقوع في براثين المؤامرة التي دبرت في الليل للقضاء على النخبة من المحافظين.