فبراير .. في الميزان

فبراير .. في الميزان

  • عمر عبدالدائم

بالرغم من كل ما يحمل هذا اليوم من شجونٍ و ذكريات و آلام وآمال ، فلن أدخل هذا الجدل القائم والمستمر منذ عشر سنوات والذي يمكن أن أختصره في السؤال التالي: هل كانت فبراير ثورة في ليبيا أم مؤامرة عليها؟!فكثير من الليبيين يقولون بأنها كانت ثورة..وكثيرون أيضاً يقولون بأنها مؤامرةولا أرى في الكتابة في هذا الشأن إلا زيادة في الصراخ والصراخ المضاد دون فائدة تذكر ، كما أنني على يقين بأن هذا الصراخ ستخبو جذوته خلال يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر ليتحول الجدل والمتابعة (من جميع أطياف الصارخين اليوم) لشأن آخر وهو التشكيلة الحكومية الجديدة وموقف النواب منها وما ستؤول إليه الأمور في حالة تلكؤهم المعهود في منح الثقة للحكومة..وحتى هذا الأمر – برغم أهميته – أرى الكلام فيه غير ذي جدوى كبيرة .. فالحكومة ستتشكل وإن عجز النواب – العاجزون أصلاً منذ وصولهم لكراسيهم قبل سبع سنين عجاف.. فإن الأمر سيتحول لملتقى الحوار الذي سيمنح الثقة للحكومة في الغالب (بحسب خارطة الطريق المرسومة).قلتُ هذا الشأن أيضاً ليس على درجة كبيرة من الأهمية.. فما هو المهم إذن؟!في تصوري أن الأهم هو الاستعداد والنظر لما ينبغي أن يكون عليه الوضع حين نصل بمشيئة الله ليوم الاستحقاق الانتخابي في 24 ديسمبر 2021.نعم ، هذا هو الأهمفهذه الحكومة التي على وشك أن ترى النور ليس مطلوب منها أكثر من التهيئة لذلك الاستحقاق ، كما أن عمرها القصير (تسعة شهور على الأكثر) لن يمكنها من عمل الكثير.أمّا ذلك الاستحقاق والذي – يفترض – أن تنبثق عنه سلطة تشريعية و أخرى تنفيذية كاملة الصلاحيات ، فإنه يتطلب اهتمام الجميع أفراد و مؤسسات ، حكومة و منظمات مجتمع مدني ، أحزاب و تكتلات .إن من أكبر اخطائنا السابقة أننا نذهب ليوم الاقتراع لاختيار اشخاص لا نعرفهم او لا نعرف عنهم الكثير في أحسن الأحوال ، والمعرفة هنا لا أقصد بها الشخصية وإنما معرفة برامج هؤلاء المرشحين و خططهم وهل هي قابلة للتنفيذ واقعياً أم هي مجرد “دغدغة” للمشاعر والعواطف وشراء لها..يجب أن يقدم المرشحون (أفراداً و كيانات) برامج عملهم وخططهم وتصوارتهم .. وعلى اساسها يدلي الناخبون بأصواتهم ، وعلى اساسها ينبغي ان يُحاسب من يفوز منهم ويتولى منصبه… وإلا سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة ونولّد الفشل من رحم الفشل…ولنا في من اخترناهم سابقاً الدليل الحيّ على ما ذكرت، فمن مِن النواب عاد لدائرته الانتخابية في أي أمر من الأمور ، او استطلع رأي الناس الذين اختاروه أو تكلم بلسان حالهم أو نظر لظروفهم الحياتية أو ساعد في رفع المعاناة عنهم أو دافع عن حقوقهم أو تبنى مشروع قانون لصالحهم أو ساهم في استصدار قرار أو اقامة مشروع عام أو حتى ترميم طريق؟!يجب أن تكون آلية المساءلة واضحة في المرحلة المقبلة ، أما ما رايناه من مسرحيات مع هذا البرلمان (المُقعَد) وحكومته أو مع الحكومة اللاخاضعة للبرلمان فهذا هو العبث بعينه.. لا سيما أن وضع البلاد لا يحتمل المزيد من التجارب الفاشلة.و إلى ان نصل لبرّ الأمان بهذه البلاد التي عقّها بعض ابنائها و بَرَّها كثيرون منهم ، نقول :حفظ الله ليبيا بلادنا المعطاءة برغم جروحها المثخنة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :