عمر أبوسعدة
مكرهاً لا بطل أكتب عن نفق السياسة الليبي المظلم وأن ما يدفعني دفعاً للكتابة شيئين ،أهمهما المخاطر الأمنية المحدقة بفزان الحلقة الأضعف في الصراع الليبي إقليمياً والأهم للدولة والشعب اقتصادياً .. وأيضاً عن الحراك الشبابي العفوي المطلبي نتيجة انسداد الأفق السياسي الليبي والإقليمي والدولي . أعتقد جازماً لا يختلف عاقلان بتحسن الوضع الأمني بفزان نسبياً والذي يجب أن نعض عليه بالنواجذ، ففي الذاكرة القريبة كان المرتزقة يخطفون أبناءنا من الطرقات وكنا نجمع وندفع الفدية لإطلاق سراحهم ، لكن ما هو مؤسف ويخيف أكثر هناك جهات نعرفها وتعرفنا جيداً استشعرت بدايات التعافي الأمني والنسيج الاجتماعي والآن تعمل جدياً على إيقاظ الفتن وإشعال الحرائق من جديد ولن تتورع حتى في تصفية شخصيات بناءة وفعالة في المجتمع لإيقاظ الفتنة وكعهدها تستثمر في نقاط الضعف المجتمعي قبليا كان أو سياسيا لأجل الانتقام الذي لا يبني وطنا وحلم الوصول للسلطة ، فذاكرة فزان محتشدة بالعنف والدم على خلفية أحداث العام 2014م صمود ثوار القلعة في وجه عملية ( أسد الصحراء )
ومعركة القرد الشهيرة والصراع الدامي بين الطوارق والتبو بسبها وأوباري والتهجير القسري العنيف المؤسف لأهل مرزق وما صاحب كل هذه الأحداث من تداعيات في الأمن والمجتمع والاقتصاد قل نظيره في تاريخ فزان القديم والحديث لذا لن نفرط في أمننا مرة أخرى ونعطي الفرصة لمصاصي الدماء وخفافيش الظلام لممارسة أنشطتهم الهدامة وعلى أهل فزان مجتمعين أن لا يستجيبوا للعنف مهما ارتفع سقف الصراع السياسي والمناطقي بهذا البلد بين الإخوة في الدين والوطن والتاريخ.
أما عن الحراك الشبابي المبارك من كل أطراف الصراع الليبي والذي قال عنه الشباب قولتهم الشهيرة ( الكل يؤيد الحراك الشبابي فعلى من نثور ) ؟! إني أحيّي هؤلاء الشباب الوطنيين مستقبل الأمة وأوصيهم بالالتزام التام بالسلمية والابتعاد عن العنف مهما كانت الضغوط وأن يعوا المفهوم الذي يميز بين الحكومة والدولة الوطن ، فالحكومات تذهب أما الوطن بمؤسساته التي تخدم الشعب هي الباقية والمحافظة عليها واجب وطني لا حياد عنه . عيد سعيد وكل العام وأنتم بألف خير…