(فزان) وحق الاعتذار

(فزان) وحق الاعتذار

  • محمود السوكني

     أعتقد أن الليبيين جميعاً يدينون باعتذار شديد ل (فزان) بأسرها ، فهي المنطقة الوحيدة الموعودة بالنكبات على مدار الزمن وفي كل العصور.

(فزان) رغم كل الخصائص التي تميزها عن غيرها تعاني إهمالاً متعمداً عبر كل المراحل.

كل من مر على هذه البقعة سيئة الحظ أساء إليها على نحو ما ، وعندما فرغت الساحة من حكامها ، نُكِبت بأبنائها -إلا من رحم ربي- الذين وجدوها فرصة لأن يأتوا على ماتبقى منها !

تناوب المستعمرون على حكمها.

وأحكمت عائلة قبضتها على مناحي الحياة فيها لعقود.

وفي مرحلة ثانية لم تجنِ سوى الوعود.

وعندما انقشعت الغمامة ، وغاب الكل وأفلت الحكم زمامه ، دان الأمر لشذاذ الآفاق وعابري السبيل ورعايا دول الجوار الذين وجدوها فرصة للتخلص من مناهضي حكمهم ومن زمرة المشاغبين في بلدانهم.

منذ أعوام كتبت سلسلة من المقالات عنوانها (عليكم بها .. فهي تُسرق) وكانت عن منطقة (الكفرة) التي تعرضت  لجريمة تحوير ديمغرافي ممنهج تزامن مع حملة مبرمجة لنهب خيرات المنطقة تحت أنظار أجهزة الدولة على اختلافها دون أن تحرك ساكناً !

ما يحدث الآن في (فزان) أفظع مما كان يجري في (الكفرة) ففي الثانية كانت الأجهزة قائمة وإن خذلتنا ، والحدود آمنة وإن غفا العسعس على أبواب منافذها !

(فزان) لا تنهب خيراتها فحسب بل يحذو الأمل سارقوديها إلى استقطاعها من خارطة الوطن والاستيلاء عليها.

لم يٓعُد هدف السرّاق الغنيمة بل امتلاك مصدرها وتسجيل ملكيتهم له !

(فزان) لؤلؤة الصحراء تُسرق أمام أعيننا وتحت سمعنا وساستنا يتفرجون بمتعة بلهاء.

(فزان) أوضح مثال عملي على غياب الدولة الليبية أو عدم وجودها أصلاً ، وإذا ماهذّبنا القول لقلنا إن (الدولة الليبية) لم تعد تحفل بجزء من كيانها يدعى (فزان) !

نحن متهمون بخذلان هذا الجزء العزيز من أرضنا رغم أننا نرفع عقيرتنا ونلعلع بمناسبة وبدونها (إننا يا ليبيا لن نخذلك) أوليست (فزان) جزءًا من ليبيا التي تعهدنا بعدم خذلانها ؟!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :