فضول الناس

فضول الناس

سالم أبوظهير 

حب الفضول أو(القصقصة) بلهجتنا الجميلة، حالة من الحالات الأنسانية ،تعكس نوع من انواع المشاركة الوجدانية من شخص لشخص أخر ، لكن الفضول في الغالب حالة مستفزة ومزعجة عند بعض منا ، لإنه يتعدى على الخصوصية، ولأن الفضولي أو القصقاص، لن يتأخر في نعتك باتهامات عديدة كالتكبر والغرور الانطواء لو رفضت مجاراته ، ولم تشبع فضوله.

حالات (القصقصة) الليبية كثيرة، تبدأ من الرغبة في سعي الفضولي القصقاص لمعرفة أحوال الغير، وربما لاتنتهي  عند مرحلة أن الشخص الفضولي لايرتاح ولايهدأ له بال ، إلا بعد ان يشعر انك كشفت له كل خصوصياتك، وبحت له بأسرارك وغالباً ماينهي جلسة (القصقصة) الاستقصائية ورحلته في الكشف عما يريد ، بتنهيدة من أعماق أعماقه تريح باله ويختمها بما يفيد أنه غير مهتم بكل ماقلته له ، وربما كنوع من المناورة والايهام بأنه ذكي ويفهم (على الطاير) يؤكد لك انه يجب ان تتأكد ان ماقلته سر ولن يسمع به غيره …وهذا طبعا أمر مستبعد الحدوث.

بعض المهتمين بعلم النفس ، قالوا أن ” الإنسان الفضولي “القصقاص” غالبا ماتكون عنده عقدة النقص ،وانه صاحب شخصية مهزوزة، وغير واثقة من نفسها ، وايضا ينقصها الكثير من النضج الانفعالي والاجتماعي والنفسي. وان الاشخاص الفضوليين غالبا مايكثر تواجدهم في المجتمعات البسيطة والتي تتسم بوجود ضعف بدرجات مختلفة تقل أو تزيد من حالات الفراغ  والاتكال على الغير والانانية والخواء الفكري والنفسي والعلمي” والشاهد على ذلك  و “هذه من عندي” ، وليس كلام المختصين أتصور ان عدد الفضوليين في ليبيا ومصر والسودان مثلاً أكتر بكثير من عددهم في اليابان وفنلندا وكندا لإن مواطني الدول الثلاث الاخيرة وقتهم منظم ومشغولين بأشياء مهمة تهمهم أكثر من (القصقصة).

يمكنك أن تقلل من فضول الفضوليين بأن لاتفتح لهم مجال (للقصقصة) فغير منطقي مثلاً ان تكتب منشوراْ في (الفيسبوك) تقول: أنك سعيداً اليوم ، ولما تنهال عليك الاسئلة عن سبب ذلك تتهم من سألك بالقصقصة…!!

  فخطر (القصقاص)، يمكن أن تقلل منه أو تقطع عليه الطريق في أن يشفي غليله على حساب معرفة خصوصياتك، وذلك بأن لاتعمل بقاعدة ( فلا تجبه فخير من إجابته السكوت) لإنه لن يسكت ، لذلك أجبه في العموم فمثلا لو سالك: كم مرنبك ؟  يكفي ان تقول انه مابين كذا الى كذا قبل الخصم والاستقطاعات..سينشغل هو بتقدير صافي مرتبك وتمتع انت بمتابعة ذلك.

رغم كل ماسبق فأنا أحرص على أن أكون فضوليا ، مثل اينشتاين الذي قال يصف ذات مرة : ( أنا لست موهوب،انا فضولي) ، وفضول اينتشتاين كان في اكتساب المهارات والمعرفة،  فتخلص عزيزي من (القصقصة) لو كنت ( قصقاصاً) ، وكن فضوليا مثلي ومتل البرت اينشتاين.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :