أنـزلـوا مِـن عـلـى مـنـبـر رسـولـنـا الـكـريم كُـل أفّـاكٍ أثـيـم عُـتـلٍ زنـيـم.

أنـزلـوا مِـن عـلـى مـنـبـر رسـولـنـا الـكـريم كُـل أفّـاكٍ أثـيـم عُـتـلٍ زنـيـم.

بقلم :: محمد عمر بعيو 
هذي بلاد قلوب الأمهات الثكالى، المنفطرة حزناً على فقد فلذات الأكباد، وشوقاً مُمضاً إلى لقائهم ليس في الحياة الدنيا فما أثقل الدنيا حين تنطفيء نجوم الروح.
هذي بلاد الأطفال اليتامى، يسألون في لهفة البراءة أين آباءنا، فيصرخ الجدود والأعمام والأخوال وصمتهم يصرخ، أرسلناهم إلى الموت، وبقينا معكم لا لنرعاكم بل تنتظر حتى تكبرون قليلا ثم نرسلكم إلى موتٍ عبثي جديد، ثم نبكيكم ونموت.
هذي بلاد الأرامل القوارير، يتشظّين كل يومٍ ألف مرة، بانتظار حبيب خرج لبعض ساعات فغاب إلى الأبد، ولا يملكن لعطش الصغار إلى الرعاية غير غيث المدامع.
الـبـارحة كان شيخ الضلالة يزمجر عبر الأثير، لاسلام مع الثورة المضادة والعساكر والأزلام، ويصرخ بأمعائه المريضة عبر حنجرته الغليظة مخاطباً الجواهل الإمعات تحريفاً للكلم عن مواضعه، أُقتلوهم حيث ثقفتوهم، ولا تأخذكم بهم شفقةٌ ولا رحمة، ولا تُراعوا فيهم إلاًّ ولا ذِمّـة.
والــيــوم الــجــمــعــة.. سيصعد فظٌّ غليظ القلب جاهلي آخر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم – المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق رحمةً للعالمين -، مجتزئاً مِن مُحكم التنزيل ما يناسب منحرف التأويل، فيقول كاذباً على الحق {وجَـزَاءُ سَـيِّـئَةٍ سَيِّـئَـةٌ مِـثْـلَـهَـا}، متجاهلاً بقية الآية الكريمة {فَـمَـنْ عَـفَـىَ وأصْـلَـحَ فَـأَجْـرُهُ عَـلَـىَ اللهْ}، فما دامت الأجرة بالدينار والدولار، فلا بأس عند ذلك الضال المُضل من تأجيل الرحمة وتعجيل النقمة، وما دام هو ليس محروماً ولا مظلوماً، وليس قلبه مكلوماً، فلا شيء يشغله ولا شيء يعنيه، فالدهماء الذين هُم بالنسبة إليه عوام الناس هم خشاش الأرض، وسقط متاع الوجود، إن عاشوا لا قيمة لهم، وإن ماتوا لا دية لهم، وحتى الترحم على بعضهم يكون انتقائياً، مشروطاً بالطاعة العمياء المطبقة، لا بالكرامة الإنسانية المطلقة.
فـيـا أئـمـة الإنـتـقـام مـالـكـم كـيـف تـحـكـمـون، إذ تَـحـمـلـون الإسـلام الـعـظـيـم عـلـى مـظـنّـة الـعـذاب لا عـلـى يـقـيـن الـثـواب، .. ألا لـعـنـة الله والـمـلائـكـة والـنـاس أجـمـعـيـن عـلـى الـمُـبـلـسـيـن الـمُـرجـفـيـن الـضـالـيـن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :