- قيس عمران اخليف
تحاصرني عيونها عندما أكون جالسا بالعمل لا تتراجع نظراتها رغم هطول الظلال على وجهي , و ارتفاع أشعة الشمس فوق السماء لتسقط مباشرة على جبينها الهادئ الجميل, فلا تمحو عند خديها الشامة السوداء التي تدور كما تدور ثنيات القميص فوق منحنيات جسدها المنبثق من أزهار الربيع فتبعث رائحة عطرة تحملها نسائم شرقية.
تحمل بيدها أقلام الرسم و أوراق الخرائط البيضاء التي تنتظر أن تزينها بخربشاتها و تمرر ألوانها فوق خطوط رسمتها يد فنانة.
لا تدري بأن قلبي يسير ورائها بين انحرافات المبنى المجاور و حركة الأرض لا تتوقف أمام نظري خوفا من سطوة جمالها و هيبة حضورها و فتنة جسد مليء بثقافات و حضارات الأزمنة الغابرة الممتدة في القدم.
حملت قدمي لتسير معي اتجاهها و كالعادة موعد الاجتماع ينادي الرجل بداخلي و يقول لي الاجتماع , العمل . فيخرج عقلي من جمجمته يحملني و قدمي لنعود للواقع و نترك الحلم للحياة و رياحها.
و هكذا تذهب فرصة أخرى و ينتصر الجفاء لشخص حاورني عبر عيونه و لم ترقى ردودي لدرجة التحرك لها بل أصبح حاجزا بيننا كلما زاد البعد و صار كأنه جفاء و ابتعاد مقصود. فليحيا زمن البعد.