فسانيا – وكالات
كارثة طبيعية وإنسانية فاقت كل التقديرات أصابت مدينة درنة بشرق ليبيا بعد أن غمرتها مياه الفيضانات التي أودت بحياة الآلاف من سكانها. فيما لا يزال آلاف الأشخاص في عداد المفقودين. ويعود سبب هذه الكارثة المناخية إلى إعصار “دانيال” الذي ضرب بقوة كبيرة الساحل الليبي، ما أدى إلى انهيار سدين رئيسيين بالمدينة وتدفق كميات هائلة من المياه جرفت أجزاء واسعة من المدينة. فما هو إعصار “دانيال”؟ ولماذا ضرب مدينة درنة بالذات؟.
لماذا دمرت عاصفة “دانيال” مدينة درنة الليبية؟
تقع مدينة درنة الليبية في منطقة جبلية شمال شرق ليبيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فيما يقسمها وادي “درنة” الذي يعتبر من بين أكبر الأودية في ليبيا إلى قسمين اثنين. كما تعرف أيضا بأراضيها الزراعية الخصبة نظرا لتواجد منبعين غزيرين للمياه. الأول يدعى “عين البلاد” والثاني “عين بومنصور”. وبالرغم من عدم تهاطل الأمطار بشكل كبير على هذه المدينة، إلا أنها تتوفر على كميات كبيرة من المياه بسبب المنبعين اللذين يتدفقان من تحت الأرض
وإضافة إلى ذلك، امتلأ وادي درنة بالمياه بسبب إعصار “دانيال” وارتفع مستواها بشكل خطير إلى درجة أنها شكلت تهديدا كبيرا على السدين اللذين تفجرا في نهاية المطاف بسبب ضغط المياه. وتدفقت المياه بسرعة كبيرة عبر الأودية باتجاه ساحل المتوسط، مرورا بوسط المدينة التي غمرتها المياه. ما أدى إلى جرف المنازل وانهيار جميع الجسور المتواجدة في المدينة.
ما هي أسباب انهيار السدود؟
حسب بعض المصادر الإعلامية، فانهيار السدود في درنة ناتج عن كميات الأمطار الهائلة التي تهاطلت على المدينة. هذه الكميات لم تكن متوقعة أصلا. أما السبب الثاني فقد يعود إلى عدم القيام بأعمال الصيانة لهذه السدود القديمة ووقعت ضحية الإهمال منذ سقوط نظام القذافي في 2011.
كيف هو الوضع حاليا في مدينة درنة؟
لقد تم إحصاء آلاف القتلى حتى الآن ولا تزال عمليات البحث عن المفقودين متواصلة. فيما انقطعت الكهرباء وخدمات الإنترنت.
فيما تحاول فرق الإنقاذ الوصول إلى المناطق المنكوبة. من جهته، عقد مجلس الوزراء بقيادة عبد الحميد دبيبة جلسة طارئة لبحث تداعيات هذا الإعصار معلنا الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام بجميع الجهات العامة والمؤسسات.