- تقرير :: المهدي الشريف :: الزهراء موسى
تقاسي مدينة سبها من انتشار بِرك ومستنقعات الصرف الصحي ، التي لم تكن وليدة اللحظة حيث تفاقمت أزمتها مع مرور السنوات ، فغطت معظم شوارع وأحياء المدينة ، وأغلقت الطرق الرئيسية ، واضطرت بعض المدارس و المحال التجارية لسدّ أبوابها ، ونَزَح المواطنون من منازلهم الغارقة في المياه السوداء وما جلبته من الحشرات والأمراض . ففي العام 2013 انفجر خزان مياه الصرف الرئيسي بالمدينة مما نتج عنه تهديم عشرات المنازل ونفوق مئات المواشي ، وانتشار دائم لبرك و مستنقعات الصرف الصحي في أحياء كالمهدية وحي الإذاعة ، والجديد أغلقت الطرق الرئيسية هذا مادعا المواطنون للتساؤل عن مآل هذه البرك العفنة وما تنذر به من علامات حول حدوث كارثة بيئة في سبها .. هذا التساؤل وغيره هو ما رصدته فسانيا خلال هذا التحقيق :
معاناة الخنساء خلف الساتر الرملي .. !
بدءاً قال السيد ” عبد القادر عبد الكافي محمد “/ مدير مدرسة الخنساء الثانوية ” إن وضع المدرسة غير مستقر ، بسبب قربها من برك الصرف الصحي ، فقد توغلت مياه الصرف الصحي داخل المدرسة ، وأدت لتلويثها ، ولاتزال الآثار موجودة حتى الآن ،فرغم عمليات التنظيف التي أجريناها للمدرسة ، أزلنا 60% من آثار طفح مياه الصرف الصحي بالمدرسة ، والآن قمنا ببناء ساتر رملي لحماية المدرسة من فيضان تلك البرك التي عاودت الظهور من جديد .
وذكر ” أن الطالبات يشتكين من الروائح الكريهة القوية الصادرة عن تلك البرك ، فقد بدأن يرتدين الكمامات ، لاتقاء شر الروائح النفاذة ، خاصة في ساحة المدرسة المطلة على روائح البرك المتعفنة !
طَالِبَاتُ مَدْرَسَةِ الخَنْسَاءِ يَنْزَحْنَ لمَدَارِسَ أخْرَى
و نوه السيد عبد القادر ذاكراً : لقد قمنا بإغلاق المدرسة لمدة شهرين بسبب فيضان مياه الصرف الصحي داخل المدرسة ، وفقدنا الأمل من العودة للدراسة من جديد ، ولكن الحمد لله عدنا ، ولكن الضريبة كانت نزوح عدد كبير من الطالبات.
التّجّارُ الْمُطِلّونَ عَلَى ضِفَافِ الكَارِثَة !
ومن ناحية أخرى قال السيد ” بلقاسم مسعود صاحب محل العطور ” لقد أغلقت محلي بسبب فيضان مياه الصرف الصحي و إغراقها كامل الشارع ، و أثر ذلك على حركة البيع والشراء بشكل واضح، حيث قل عدد الزبائن المترددين على المحل بسبب الصرف الصحي ، مما جعل الوضع مزريًا للغاية ، فاضطررت لإغلاق المحل ، لأن استمرار فتحي المحل دون بيع سيسبب لي خسائر كثيرة ، مثل تكلفة إيجار المحل ، فكيف سأدفع الإيجار المطلوب لصاحب المحل و أنا لا أكسب شيئاً ، كان قراري حذواً لقرار معظم جيراني أصحاب المحال الذين غلقوا لذات السبب ، فنحن منذ ما يقارب العام نعاني ذات المشكلة التي لم يتم حلها حتى الآن ، بل تفاقمت المشكلة مما أدى إلى إغلاق شارع بأكمله ، مما أوقف حركة مرور السيارات و عبورالمواطنين، فأصبح المكان شبه مهجور .
نَازِحُو المِيَاهِ السّوْدَاء !
كما أضاف ” مواطن بحي المهدية : ” لقد تضررنا مادياً و جسدياً بشكل كبير جدا ، فهذه البرك تسببت في انتشار الحشرات ، و لوثت حتى مياه الشرب التي لم تعد صالحة للاستهلاك البشري، فهي مختلطة بمياه الصرف الصحي ، ناهيك عن الروائح المنبعثة التي تؤذينا ، حتى أصحاب المحال التجارية أغلقوا أبوابهم بسبب هذه البرك ، هاجرت من هذا الشارع 6 أسر، لأن برك الصرف الصحي قد أغرقت منازلهم ، وأشار بيده نحو أحد المنازل
قائلا: ذاك المنزل الذي أمامكم ، انهار فيه نصف السور بسبب مياه الصرف الصحي ، و فاضت برك الصرف الصحي من الطريق أمام المنزل، فكيف لصاحب المنزل المسن البالغ من العمر ثمانون عاما ، أن يخرج من منزله المحاط بمياه الصرف الصحي ، و المسؤولون يتفرجون دون تحريك ساكن؟ فهم لا يشعرون بمعاناة الموطن .
وأشارت ” مواطنة بحي المهدية ” رافضة ذكر اسمها حاليا نحن الوحيدون الذين نقطن هذا الحي ، فأغلب المنازل المجاورة لنا قد خلت من أصحابها ، بسبب برك الصرف الصحي ، فقد دخلت مياه الصرف الصحي إلى منتصف المنزل ، وملأت ساحة المنزل !
و لكن قبل ما يقارب خمسة عشرة يوما قمنا بجلب الرمال وتغطية تلك البرك ، لنتمكن من دخول وخروج المنزل ، فليس لنا مكان آخر نمكث به ، ولا يمكننا استئجار منزل آخر بسبب وضعنا المادي الضعيف ، فنحن لا نستطيع توفير حتى قوت يومنا وزادت هذه المشكلة من شقائنا ، فنحن نمكث في منزل “عربي” أي غير مبني على أسس صحية ، و هو غير مهيئ لتسريبات المياه ويحتاج للترميم ، و قد فاضت إحدى الغرف بمياه الصرف الصحي ، لتتفاقم الكارثة مؤخرا بظهور “الفئران الكبيرة ” وانتشارها بالمنزل رغم محاولتنا سدّ كل الفتحات التي تدخل منها .
بأيادي البسطاء الوطنينن لا بأيادي العجزة المسؤولين !
ذكر ” مختار محلة المهدية “علي القايدي مختار ” اجتمعت قبل لقائي بكم مع عميد المجلس البلدي المكلف ” بوسيف الأحول “و الغرفة الأمنية و بعض أعيان محلة المهدية ، و كان هذا الاجتماع امتدادا لاجتماع سابق عقد بالمجلس البلدي سبها ، ودارت فحواه حول كيفية تأمين محطة المعالجة التي سيتم العمل عليها لحل مشكلة الصرف الصحي التي نعاني منها في مدينة سبها عموماً ، و شوارع المهدية خصوصاً .
وأردف: أن كارثة الصرف الصحي التي حدثت في الفترة الماضية لم تكن وليدة اللحظة ، بل نتجت عن تراكمات عديدة ، حيث انقطعت الكهرباء عن المحطة ، وتوقفت جميع المضخات ، مما عاد بنتائج عكسية على المحلة ، وذلك بارتداد مياه الصرف الصحي التي كانت المحطة تدفعها للبحيرة نحو شوارع وطرقات المحلة ، مما أدى إلى حدوث طفح كارثي لمياه الصرف الصحي ، ولقد شهدنا جميعاً هذه الحادثة التي تنذر بحدوث كارثة بيئية ، على البيئة ، وأزمات صحية للمواطنين نظراً لوجود الهجرة غير الشرعية بالمحلة .
وأوضح : “لقد تنادت بعض الجهات المدنية ، و ليست الجهات الرسمية للأسف،فالجهات المعنية بالأمر ك-( نواب الجنوب ) لم يحركوا ساكناً لهذا الأمر ، وكذلك شركة المياه والصرف الصحي الواقعة تحت أعباء التراكمات ، وزد على ذلك التسيب والفساد الإداري لبعض المسؤولين ، هذه العوامل مجتمعة سببت ما حدث.
استرسل ” المهندسون و الفنيّون لهم مني تحية طيبة على كل جهودهم ، و أتمنى من الجهات المعنية الوقوف مع هؤلاء الوطنيون ، فهم يعملون بكل جد ، حتى في يوم حدوث الكارثة التي أسلفت ذكرها ، كانوا متواجدين بالمحطة حتى الساعة العاشرة ليلا رغم برودة الطقس الشديدة، إلا أنهم كانوا كخلية النحل لا تكل، فهم حقاً يشعرون بمعاناة المواطن ، ويقومون بعملهم بأقل الإمكانيات .
وأشار متعجباً : “ليس من المعقول أن نكون في ليبيا الدولة النفطية التي يصل دخلها إلى 30 أو 40 مليار دولار ، ولسنا قادرين على حل مشكلة كهذه ، و مايزيد عن 50% من ثروات ليبيا موجودة بالجنوب ، فكيف نقف عاجزين أمام هذه المشكلة ؟!
مَنْ هُمْ لُصُوصُ مِضَخّاتِ المَهْدِيّة؟
ورداً على اتهام الشارع شباب محلة المهدية بسرقتهم لمضخات الصرف الصحي يوضح السيد القايدي : ” لا شك أن الوضع الأمني الركيك و المتردي أدى إلى سرقة المضخات المسؤولة عن شفط مياه الصرف الصحي ، ومحلة المهدية ذات موقع جغرافي يقع في آخر المدينة ، لهذا تتجمع كل مياه الصرف الصحي بالمحطة الرئيسية في هذه المحلة ، ليتم دفعها إلى محطة المعالجة ، وتفصل المكونات الجافة عن المياه التي يتم طردها ، ولقد تعرضت محطة الصرف الصحي لسرقة معداتها من قبل الخارجين عن القانون ، لا أملك معلومة أكيدة عن هوية السارقين الذين قد يكونون من محلة المهدية أو خارجها ، فلا يمكنني توجيه إصبع الاتهام لأحد بعينه . وختم منوها ” كمجلس محلي نستمر في تقديم الخدمة للمواطنين ، فلدينا مكتب شؤون اجتماعية نقدم من خلاله الخدمات داخل المحلة ، و مكتب سجل مدني ، و أيضا مكتب للجوازات و هو متوقف الآن بشكل عام ، و ساهمنا في توزيع السيولة خلال الفترات الماضية .
أشار ” يوسف محمد أبو زيد ” أحد أعيان محلة المهدية ” ظهرت أزمة طفح مياه الصرف الصحي منذ أكثر من عام ، ولقد اجتمعنا مع شركة المياه والصرف الصحي والمجلس المحلي أكثر من أربع مرات ، و لكن في كل مرة لم نكن نجني سوى الوعود التي لا تُوفَى ، وقائمة الأعذار الطويلة ، ومنها غياب الأمن ، حيث كان عليهم الاجتماع مع مديرية الأمن وغيرها من الجهات الأمنية لحل المشكلة .
واسترسل : “لكن بعد كارثة فيضان وغرق الشوارع بمياه الصرف الصحي قمنا بالاجتماع مع الغرفة الأمنية ، و قمنا بالضغط على شركة المياه حتى تعطيهم مكافأة مقابل حراستهم للمحطة ، وقمنا بدعوة مدير الشركة للاجتماع السابق و لكنه لم يحضر
. ونوه ” بالنسبة للاتهامات التي تعتبر سكان محلة المهدية وراء سرقة المضخات ، لابد أن تكشف هوية اللصوص بعد أن تقوم الغرفة الأمنية بحماية المحطة ، فالغرفة الأمنية لديها كامل الاستعداد للحراسة ، وقد سبق و تعاونت مع الشركة لحماية المحطة ، و لكن الشركة أوقفت مكافأتهم منذ ما يقارب العام .
مَرْكَزُ سَبْهَا الطّبِيّ : لَا إحْصَائِيَاتَ لِضَحَايَا التّلَوّثِ بِالصّرْفِ الصّحِيّ!
أظهر ” عبد الرحمن عريش مدير مركز سبها الطبي ” لا توجد إحصائية محددة بالمرضى المتأثرين بمشكلة الصرف الصحي ، و لكن تتردد على المشفى حالات متوقع إصابتها نتيجة للتلوث الذي أحدثه طفح مياه الصرف الصحي ، و لقد تحدثنا سابقاً عن وجود تلوث ناتج عن هذا الفيضان التلوثي ،و انتشار الأمراض المعدية نتيجة للهجرة غير الشرعية بالمدينة ، بغض النظر عن وجود إحصائية محددة لهذا الأمر أو لا ، فالوضع العام غير مطمئن في ظل وجود برك راكدة للصرف الصحي بشوارع المدينة . اعتبر ” الحلول تقوم بها البلدية و شركة المياه وشركة الصرف الصحي و الأجسام الخدمية الأخرى ، ونحن كأطباء نقدم خدمتنا الطبية بالإجراءات العلاجية ، وكل المرضى سيتلقون ما نستطيعه من الخدمات الطبية ، وعند تفشي هذه الأزمة بشكل كبير ،تصلنا أعداد كبيرة من المرضى يعانون من ذات الأعراض، هنا علينا تنبيه مراكز الرصد بوجود حالات التلوث ، حيث يتم إبلاغ المركز الوطني للأمراض السارية وهم بدورهم يعملون على حل هذه المشكلة
. وتحدث ” أسامة الوافي ” أحد المواطنين المتضررين ” أقطن بحي المهدية ومشكلة طفح برك مياه الصرف الصحي ليست جديدة علينا فمنذ العام 2013 بدأت تتفاقم المشكلة و حدث انسداد وإعطاب بعض الأنابيب مما أحدث طفحا لبرك الصرف الصحي بشوارع المدينة. صُنّاعُ الفَيَضَانِ الأسْوَدِ !
اتهم ” الوافي ” إدارة الشركة بأنها عديمة المسؤولية و غير قادرة على إدارة الأزمة ، ودائما ما تحتج بعدم مقدرتها على التحرك وتتذرع غالبا بقلة السيولة المالية وعدم المقدرة على توفير أبسط مستلزمات العمل . و أشار ” عانينا كثيرا من هذه المشكلة ، حيت طلت مستنقعات وبرك المياه السوداء طافحة أمام منزلنا لمدة 15 يوما ، مما سبب ضررا صحيا لأغلب سكان المنطقة فقد عانى الكثيرون من أعراض ( حساسيات العيون ، ومشاكل التنفس ) بسبب الروائح المنبعثة من المياه الراكدة ، مما اضطرهم إلى النزوح من تلك المنطقة ، ناهيك عن شحّ السيولة التي أثقلت كاهل المواطن في تلك الأزمة ، فهو بطبيعة الحال سيحتاج للمال لكي ينتقل إلى مكان آخر
. وذكر : ” كنت عضوا في حراك شباب سبها ، حيث تحرك أعضاء الحراك مناشدين المسؤولين ، واجتمعوا معهم عدة مرات ، وكان لهم دور في حلحلة بعض المشاكل ، وتذليل بعض الصعاب ، كمشكلة انقطاع الكهرباء التي كانت تعاني منها شركة المياه والصرف الصحي ، والتي كانت سببا في إحداث فيضان مخلفات الصرف الصحي بالمدينة في وقت سابق
. وأضاف ” لقد عمل مدير لجنة التواصل ” جمعة بن هيبة “على أن يتم إعلان مدينة سبها مدينة منكوبة جراء هذه المعضلة ، فهناك عدة أسباب رئيسية لما يحدث في شوارع المدينة ، بدايةً ب ( التخريب ) الذي حصل وأدى إلى خروج المحطّات عن السيطرة في الوقت الذي لا تستطيع فيه الشركة توفير قطع غيار المضخات ،إضافة إلى تقاعس الأجهزة التنفيذية كجهاز الإسكان والمرافق وجهاز تنفيذ المشروعات .
وتابع : قد يخفى دور شركة المياه والصرف الصحي عن الكثيرين، فمهمتها هي تشغيل وصيانة محطات الصرف فقط ، ولكن المحطات لا تتبع شركة المياه ،وإنما تتبع جهازي الإسكان والمرافق وجهاز تنفيذ المشروعات اللذان يعتبران جهازان متقاعسان في أزمة الوضع الراهن. وذكر ” أن هناك عقودا وُقّعَت لشركات أجنبية لإنشاء محطات جديدة فرعية ورئيسية في سنة 2004 ،ونسبة إنجاز بعض هذه المحطات بلغت 97% و توقفت أعمال هذه الشركات جراء الأحداث منذ سنة 2011 .
جِهَاتٌ عِدّة تَسْتَغِلّ الْأزْمَةَ لِلْحُصُولِ عَلَى الدّعْمِ !
اعتبر ” ما أوصل الصرف الصحي إلى الهاوية والكارثة الحالية هو مايلي : ( سلب الاختصاصات والعمل العبثي دون تنظيم وهيكلية واضحة ، وعدم المسؤولية ، وسوء تقدير حجم الكارثة التي نحن بها والحروب التي تحدث داخل الشركة والتقاعس الواضح من المسؤولين ، والتشتت الحاصل بين المؤسسات ، فكل جهة تضع خطة عمل بنفسها وتركض وراء الحكومات مطالبة بالدعم .
وتحدث المواطن جمعة ” عن إحدى المختنقات التي حصلت وعاناها مواطنو منطقة الناصرية في المدينة الرياضية ، حيث وصل ارتفاع طفح مياه الصرف الصحي إلى 2.70 متر .
مقترحاً أن حل هذه المعضلة يكمن في تعاون جميع الجهات المعنية ووضع خطة عمل موحدة، يعمل فيها كل ذي اختصاص حسب اختصاصه . وأشار إلى ” أن المضخات التي يتم شراؤها أو التي تأتي كهبات من منظمات دولية يصلا سعرها إلى 70 ألف يورو تقريبا ،لو أن المبالغ التي صرفت على الحلول المؤقتة جمعت و خصصت لحل واحد جذري لخرجنا نهائيا من هذه الإشكالية .
وقال مضيفاً : هناك شبهات فساد تحصل في المدينة ، كأن إدارة المستهلكين معطلة حاليا في المنطقة الجنوبية !
وفي الواقع يوجد مكتب مستهلكين في الشركة ،ويديره شخص خلوق ، وهناك مبالغ تؤخذ من المواطنين جراء قيام سيارات الشركة بعمليات الشفط والتسليك ،.
الصّرْفُ الصّحِيّ يُلَوّثُ عَصَبَ الحَيَاةِ!
أظهرت ” مديرة هيئة البيئة “عواطف ارحومة ” كنا نتوقع بأن هناك كارثة بيئية على وشك الحدوث ، و للأسف صدقت تخميناتنا ، فحدثت هذه الكارتة ، ولقد قدمنا تقارير ومراسلات بخصوص محطة المعالجة العاطلة عن العمل والبنية التحتية متهالكة، ، لكن لم تكن هنالك آذان صاغية لما نقول من قبل الجهات المسؤولة
تَارِيخُ الأزْمَةِ قَدِيمٌ يَعُودُ للْعَامِ 2005
وصرحت ” ظهر أول مؤشر على هذه الكارثة في العام 2005 حيث بدأ طفح بسيط للمياه يظهر بشوارع المدينة ، كانت الطبقة العليا من المياه عبارة عن طبقة من الزيوت التي يتم تسريبها في مجرى الصرف الصحي وهناك آلية يقومون باتباعها لصرف هذه الزيوت وهذه الطريقة غير صحيحة بتاتا مما كان لها ردود عكسية ، والسبب الآخر لهذه المشكلة هو تزايد التعداد السكاني لمدينة سبها .
وصرحت : ” قدمت هيئة البيئة العديد من الإجراءات التي لم يؤخذ بها نهائيا ، ونتج عن ذلك الطفح العديد من الأمراض وانتشار الحشرات والقوارض والوضع أصبح ملائما لانتشار الأوبئة -لا سمح الله- ولتفادي ذلك لابد من تغيير المنظومة والأنابيب بشكل كامل طبقا لمواصفات معينة بِرَكُ الصّرْفِ الصّحِيّ تُلَوّثُ الْمِيَاهَ فِي بَاطِنِ الْأرْضِ !
وأشارت هيئة البيئة في ورقة بحثية قد أعدتها ” عواطف ارحومه ” أن برك مياه الصرف الصحي المنتشرة في منطقة حجارة و المزارع التي حولها قد سببت ثلوث المياه في باطن الأرض ، فأصبحت مياه الآبار غير صالحة للاستعمال البشري ، كما أدت تلك البرك لظهور الحشرات و الآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية المختلفة ،وأيضًا الروائح المنبعثة من تلك البرك كان لها تأثير كبير على صحة الإنسان ، خاصة وأن مياه الصرف الصحي باتت راكدة في الشوارع الرئيسية بالمدينة . وأشارت إلى أن الصرف الصحي كان له تأثير كبير على تخريب البنية التحتية ، بانهيار الطرق العامة وبعض المباني السكنية .
واسترسلت ” نأمل من الجهات العامة الاهتمام بالبيئة وتوفير ما يلزم لنقل مياه الصرف الصحي إلى خارج المدينة ،وتوفير محركات لرشّ المبيدات حتى يتم القضاء على الحشرات .
ويذكر بأنه ” في الاجتماع الذي انعقد في مدينة سبها بمقر وزارة التخطيط في 7 مارس 2019 ، صرح مدير مكتب المياه والصرف الصحي بأن هناك تسريبا في المياه السوداء إلى آبار المياه الطبيعية. وتحدث أن المياه حاليا صالحة للاستعمال المنزلي فقط ، وغير صالحة للشرب.
ونوه بأننا لسنا مسؤولين لما سيحدث للمواطنين جراء شربهم للمياه الملوثة