حياة متسخة جدا

حياة متسخة جدا

  • أحمد الكعبي

1

أفكر أن أنام معكِ

 كأي بربري نجى بأعجوبة

أرتب ضفيرتين يجتاحهما المسك

فوق وسادة مزخرفة ورثتها من الجنوب

ثم أستدير يسارا

أراقب صورا لونها الحائط

فكل ما لدي الآن جمرة

لم يدع الرماد لشفقها حضنة

أو ميلان رقبة

فتغنين (گصيت المودة) يضحك مسعود

والقصب المزروع في حناجرنا كلغة

رغم كل هذا الشعر الليلكي

الذي يكفي مساء الكون كحلا.

حيث. تتبارى المشاحيف في قلبي

تنام قبرة خائفة وسط أحلامي.

ياااه، أعرف أني قد كبرت، وبلغت من النسيان عتيا

“لكن كيف يمرق نهارنا دون تلك الصيحات في الدربونة”

أو كيف تمر قوافل الطُرَف ولا يكون لضوء السعادة ممر

تلكم ياحلوتي ذاكرة الذاكرة

فأنا أضحك طوال التأريخ

قد علمني الغزاة معنى الأيام المسروقة

وعلمني غيابك أن لا تحرير بعد الغزو.

كل ساعة في جعبتي لي

كل بكاء الدنيا حرزي

كنت ممسوسا

أفرك الدهر بالأناشيد

لأهذي قاطعا طرق الهلاك

نعم الهلاك، كل ما كان سخرية

والسيافة على  مرأى العمر

هل سيعثر الفاقد على السؤال في نفايات الأجوبة؟

أجزم أني فقدت رأسي في كل خسارة

أنام معك دون رأس

مذ بدلوا لون الجدار

بت أسير حاملا كلماتي المجوفة

خذي وسادتي أيضا

مِثلي يطمع بالعطر

ليقضي ليله صامتا

أنا أفكر فقط

2

ختمنا اللعبة مبكرا

خسرناها جميعا

كنا نضحك

كالطواغيت في نشرات الأخبار

بثيابنا المتقذرة دهرا

فليس سهلا منازلة الكل

العائلة’ الحي’ الصحب’ الحظ و”القوادين الجدد”

أعترف منازلة الكل أسمى السبل

وإلا لن تكون نبيا

حملنا أسناننا

وبعض بصاق زمني من تراب ميدان عظيم

حتى بلغنا مآرب العودة

كنا ننتظر رغم لا أحد بانتظارنا

صعد أحدنا قطارا سريعا جدا

سرقه من بين أدغال أرواحنا

ركضنا خلفه .. قف قف

حتى تكررت الغيابات

فلا أحد معي خلا هاتف أمريكي

فرض علي تطبيقا غريبا..

أحمل فيه رشاشا

أقتل فيه من يجابهني

بقيت رصاصة واحدة

وأنا وحيد..

3

نصوص حياة متسخة جدا

١

لا أحسد قطرة الماء المتدلية من ورقة شجرة عالية في الغابة

بل أفكر في نشوتها وهي مقلوبة تنظر للحياة في آخر صور وجودها.

٢

“في قبره” .. لا يتذكر أبي متى وقفت الحرب التي جلست على أجسادنا كل عمره.

٣

نحترق تباعا أنا والشخص الذي أحمله.

٤

وأنا أبكي على صوت حمزية ياسين

تتوقف سيارة ال١٦ راكب

أتخذ كرسيا آخر الرحلة

تجلدني الشمس مبتسما

إذ تركض صورهم عبر النافذة

 فألعب معهم

٥

ما خان الكلب صاحبه ..

بل خانه صاحبه.

٦

حين رمينا التراب على فم الماء

 لم نقل الأسماء كلها

كيف ولد هابيل ثانية

ما ذنب الغراب أيضا؟

٧

كنا نخشى نهاية الحرب أيضا

حتى لا نعرف جميع أسماء القتلى ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :