سور المقبرة

سور المقبرة

  • د.أسامة عبدالنور كوسو

يقول جيفارا في إحدى مقولاته : ( عندما تتبول السلطات على الشعوب يأتي دور الإعلام ليقنعنا بأنها تمطر ).. هو ذات الإعلام الذي أقنعنا أن سور المقبرة بالغ الأهمية…!! أطنانٌ مهولة من الإسمنت الفاخر ..وطوب إسمنتي يُقدر بالآلاف.. وأسياخ حديدية وعمّال وآلة عجن ومقاول يرتدي قبعة يدعي أنه ( مهندس ) ..وفواتير جنونية معدة كي تلوي عنق الأسعار… كل هذا لأجل بناء سور للمقبرة !! السور يمتدُ ويمتدُ أمتاراً ومسافات ليعطي شكلَ المربع .. يحتجزُ أولئك الراقدون باللحاف الأبيض في طيات الأرض . لاسبيل لعودتهم لمعرفة كم قبض المقاول من خزانة البلدية ؟ وكم قبض عميد البلدية من خزانةِ دولة تدعمُ الموت لتبني مقبرة؟! سورها لا لون له…ولا جمال…يبدو عنيفَ الذوق …قد يكونُ معوجاً في نظر الميتين ..ومستقيماً في فواتيرِ دولةِ الفساد… سورها ينتهي بباب لا قفل له ..ولا لون له.. ولا شكل ظريف. .. ولا يخضع حتى لطبيعةِ البابِ المنطقية هي القفل… ليبدو لك أنّ الفساد بدأَ بمشروعٍ ضخم اسمه سور المقبرة… أرضٌ …وسورٌ… وغرفة حارس..وساحرات يأتين ليلاً …وكلابً تعوي ..ولا شيء سوى الصمت… لاسقف يحمي المثقلين بالتراب من حر الشمس ولا زمهرير الشتاء ….الكل نيام! لايعكر صفوهم سوى الأحياء الذين فوق رؤوسهم ..وفي جيبوهم أختام وصكوك …ورجل نهم اسمه ( المقاول ) يقرؤون عليهم (الحمد لله رب العالمين والدعاء)! لكي تعرف أن الموت صفقة والميت ضحية !! فلا ورود ولا شكل رائع ولا شجر بيلسان تكسو الراقدين …ولا نافورة ماء شامية.!! لا شيء سوى( سطل وبالة وعجنة إسمنتية) لا شيء مقنع بكم الفساد في سور المقبرة. ..!! خرج الكثيرون من عمق( فكر المقابر) وهو التأمل والعظة والخوف …..خرجوا إلى أسوارها ليُفرِغوا الفكرةَ من محتواها لتصبح صفقة..!! ماذا تنتظر من فئةٍ تقتات من سور المقابر ؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :