نظرتي

نظرتي

  • سالم ابوخزام

الفرصة السانحة جاءت لتخليص الوطن من كل الأدران بفعل الجيش البطل الذي يواصل حربه على الإرهاب منذ شهر مضى تقريبا . الفرصة مواتية وعلى جميع الصعد محليا وعربيا وإقليميا وكذلك دوليا . في الشأن العربي يمكن اعتبار الخنجر القطري المسموم قد تعطل بسبب الحصار الخليجي حوله من جميع الاتجاهات وبالتالي فإن المشاكل باتت تلاحقه ولم يعد قادرا على التقاط أنفاسه ، التلاحم العربي ممثلا في السعودية والبحرين والإمارات ومصر تكفل بالمهمة وهذه من محاسن الظروف وتسمى باللحظة التاريخية . مصر قلب العروبة النابض كجناح عربي مؤثر وشخص رئيسها عبدالفتاح السيسي يقود الاتحاد الأفريقي وبالتالي فإنه يمسك بأهم ورقة تصب في مصلحة مصر وعمقها الاستراتيجي الإقليمي ليبيا . السودان شاءت الأقدار أن تكون رقصة البشير الختامية في سجن كوبر ، ليصبح عواؤه حبيس الجدران العادلة وراء القضبان المحكمة عليه ، فحرم إخوان المسلمين من خدماته ليضعف تماما كحالة قطر وهكذا فإن المصائب لا تأتي فرادى دائما ولكن هذه المرة على العدو، مع محبتنا لشعب السودان الشقيق والمغلوب على أمره فيما سبق ، فانتصر بثورته الباسلة والتي جسدها الشعب السوداني ومجلسه العسكري وأيقونة الثورة المظفرة الشابة (كنداكة ). الجزائر ، سقوط العجوز الساذج لقراءته للأحداث والتوجهات في ليبيا أخذ بلد المليون ونصف المليون شهيد بعيدا عن حقيقة الصراع في ليبيا وقد ارتضى إلباسها ثوب الإخوان المسلمين فكان سقوطه المريع فحمدا لله على ذلك . أما في الساحة الدولية فكانت روسيا مقدمتها بامتياز ولم ترض بتمرير المشروع البريطاني المتأسلم كالعادة . روسيا أبت أن تلدغ من الجحر مرتين وقد قالها سيرجو لابروف صراحة في مجلس الأمن أنتم من دمرتم ليببا ولن نسمح بتدميرها للمرة الثانية ، كأنما أراد أن يرحب ببناء الجيش وكراديسه التي شاهدها في الرجمة دون أن يخفي مشاعره بعودة الجيش الليبي القوي الذي نهض من تحت الركام !! ورفعت روسيا صوتها بكل قوة لتحمي في مجلس الأمن أي تحرك مضاد للجيش الليبي بحق النقض (الڤيتو ) لتتبعها الصين كالمعتاد . بينما فرنسا سخر الرئيس ماكرون كل إمكانيات فرنسا في مجلس الأمن وخارجه بدعم القوات المسلحة الليبية بكافة التجهيزات الممكنة لدكّ الإرهاب ومعاقله وحماية حدوده الجنوبية دون أية ريبة ، كأنما أرادت فرنسا أن تكفر أخطاء رئيسها السابق نيكولا ساركوزي . بينما إيطاليا بقيادة شركة “إيني” النفطية بدأت في تصحيح مسارها خطوة بخطوة للحاق بمصالحها الحيوية الهامة في ليبيا وأهالت التراب على الإخوان المسلمين لتدفنهم أحياء هذه المرة !! الولايات المتحدة الأمريكية اكتفت في الأزمة الليبية الشاقة بمكالمة تليفونية أجراها الرئيس دونالد ترامب مع المشير أركان حرب ، أوجز فيها معاونته ودعمه لمكافحة الإرهاب ، وقد كانت بمثابة الغطاء السحري عن كل جهد في هذا الصدد خاصة بعد تأكدهم من إعلان المتحدث الرسمي أحمد المسماري عن قائمة الإرهابيين في طرابلس بالاسم والصورة !! أعود فأقول ليس هناك لحظة تاريخية بعد هذه !! ليس هناك سانحة مواتية للإجهاز على هؤلاء بعد أن تنادوا من كل حدب وصوب وفي طبق واحد لتدكهم جميعا وتجهز على الإرهاب دفعة واحدة ، لتبقي تركيا رأس الفتنة والشر وزعيمة الإخوان المسلمين تغرد خارج السرب هذه المرة . الجيش الليبي المهاب ومن كل أنحاء البلاد وبدون استثناء وفي كراديس بهية وهو يمتشق سلاحه ، وتزمجر دباباته وعرباته المصفحة وتحلق طياراته ليلا لتطلق صواريخها بدقة متناهية لتنفجر في وسط مخازن العتاد والذخيرة فتحيله إلى أكوام ورماد ليصبح من الماضي اللعين . الإرهابيّون ليس أمامهم إلا إلقاء السلاح وأن يلوذوا بالفرار أو مواجهة الموت وليس هناك خيار آخر !! اللحظة التاريخية جاءت ولابد من استثمارها لأنها لاتأتي منتظمة هكذا إلا مرة واحدة فقط . كصحفي وكاتب وإنسان أشعر بمرارة لا تقاس جراء شباب ليبي يتجرع الموت والخذلان ممن غرروا به ليفقد حياته هكذا ببساطة أمام تجار الاعتمادات ونهب الأموال ، وليس لهولاء غير الرحمة والسلوان وبكاء الأمهات الذي يقطع الأكباد لكن هذه أقدار وطني شاءت أن تتقاطع مع اللحظة التاريخية الحاسمة لعودة وطن ، مايفصلنا أيام قليلة لتعود طرابلس عروسا للبحر والنهر وتعم الأفراح وتتعالى الزغاريد وتختلط دموع الفرح ونودع الأحزان والمكاره في لحظة تاريخية !! أ.سالم أبوخزام.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :