يؤذن في مالطا

يؤذن في مالطا

غيث سالم

مالطا كما تعلمون جزيرة في المتوسط على مسافة غير بعيدة من المنطقة الغربية وخاصة طرابلس علاقاتها قديمة مع ليبيا وحركة التواصل والتجارة على مر العصور ، كثير من مفردات لغتها هي من اللغة العربية باللهجة الطرابلسية ، استوطن بعض أبنائها المدينة القديمة ولازال لقب المالطي تحمله إحدى الأسر في طرابلس ، أقامت ليبيا علاقات ديبلوماسية مقيمة مع مالطا خلال ستينيات القرن الماضي على مستوى قائم بالأعمال أصيل ثم ازدادت هذه العلاقات متانة في عهد ليبيا الجمهورية وخاصة عند أزمة انسحاب المراقبين الجويين عام 1971 .

حيث نتيجة لخلاف بين دوم منتوف زعيم حزب العمال المالطي وحكومة لندن عقب توليه منصب رئيس الوزراء انسحب على إثره المراقبون الجويون العاملون في مطار فاليتا والذين ينظمون الملاحة الجوية العالمية عبر الأجواء المالطية والهبوط والإقلاع من مطارها ، فسارعت ليبيا إلى تأمين طواقم من المراقبين الجويين من مصر تحملت مرتباتهم ونفقات إقامتهم طوال سنوات ، الأمر الذي انعكس بصورة إيجابية على العلاقات بين البلدين وزاد من متانتها تطورت عام 1974 حيث رفعت ليبيا مستوى ثمثيلها إلى مستوى سفير مقيم ووقعت الكثير من اتفاقيات التعاون بين البلدين ، تعاون أمني ، تعاون اقتصادي ، تعاون ثقافي ، استثمار حكومي ، استثمار شعبي حيث سمحت مالطا للمواطنين الليبيين بالتملك والعمل والدخول والخروج بدون تأشيرة دخول ثم بالبطاقة الشخصية ، أي تعاون في جميع المجالات باستثناء الميدان العسكري ، لماذا هذا الاستثناء ؟

ياسادة مالطا ليس لديها جيش وبالتالي ليس لديها وزارة دفاع وليس لديها قيادة عسكرية عامة أو رئاسة أركان والقوة النظامية لديها هي البوليس وحرس السواحل ويتبعان وزارة الداخلية. والعالم يتعامل معها على هذا الأساس ويراعي هذا الأمر في تمثيله الدبلوماسي معها إلا جارتها الكبرى ليبيا في عهدها الجديد و التي يأتي منها العجيب والغريب وحتى العيب أبت إلا أن تعين ملحقا عسكريا في سفارتها في مالطا. ما الذي سيفعله هذا الملحق في بلد ليس لديه جيش؟ ، اللهم إلّا المسامرة مع زميله الملحق القضائي ، إن مهمته في مالطا سيحكمها المثل الدارج (يؤذن في مالطا) أليس الأمر كذلك ؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :