- محمد مسعود
يجب أن نستيقظ..
مات القذافي ، وانتهى حكمه ، لكن المنظومة والأفكار ، والموروث لم يسقط ، تغيرت المسميات ، لكن المسمى بقى كما هو ، وخير دليل على ذلك طرىقة الاحتفال بفبراير من لجان عليا ، وحفلات ، ورقص ، وغيرها مما كان يفعل في احتفالات سبتمبر ، وصرف الملايين على ذلك ، في وقت لايجد فيه المواطن مايسد به رمق أسرته .
لافرق ، كان الاسم ثورة الفاتح من سبتمر وتغير إلى فبراير .
اقتفى من جاء بعد “القذافي” أثره وخطواته وزاد عليها ، بل بعضهم تقمص شخصيته ، وتحول إلى قذافي صغير ، حتى صار لدينا في كل مدينة ومنطقة ” قذافي” .
سرقت فبراير ، ولوثت وشوهت ، وتعرضت للمؤامرة ، مثلها مثل بقية الثورات ، وحاول ، ويحاول أعداء الحرية إعادة الشعب إلى المربع الأول ، لكنني أعتقد أنه قد فات الآوان ، ولن تعود ليبيا إلى الاستبداد ، والشعب إلى قطيع ، وسيأتي قريبا اليوم الذي نحتفل فيه بإذن الله بالدولة وليس بالثورة ، رغم تلك الفئة الضالة التي تصدرت المشهد لسنوات وعرقلت مسيرة التحول . وتقف حائلا أمام عمل أي شيء .
ثورة فبراير برىئة من كل هذا الشر ، وهذا العبث .. فبراير جاءت من أجل أن تعاد لليبيين كرامتهم ، وتقام دولتهم المنشودة ، لا أن تهان .. وترتهن الدولة ، فبراير كانت الأمل في أن يشبع جائع ، لا أن يتسع نطاق الفقر بين الليبيين .. من أجل أن يجد تلميذ مقعدا وكتابا وكهرباء ليتعلم . ويتداوى مريض ويأمن خائف ، ويقول قائل ، ويكتب صادق وناصح .
ثورة فبراير كانت فرصة لليبيين أن يولدوا من جديد ويصنعوا دولة ، لكنهم أضاعوا كل هذه السنوات ، وكشف بعضهم عن وجهه الحقيقي وأوصلوا بلادهم إلى هذا الحال ، فالعميل ليبي ، والقاتل ليبي ، والسارق ليبي ، والمطبل ، والمصفق ، والراقص ليبي ، ولن تكون لنا دولة حتى نتخلص من كل هؤلاء الحمقى ، والجهلة ، واللصوص .
تطل علينا فبراير اليوم ، ويتجدد الأمل في العودة إلى التلاحم ، ونبذ الفرقة ، وجمع شتات الوطن ، وتوحيد مؤسساته ، وإسكات فوهات البنادق ، ووقف آلة القتل والتدمير ، والسير في طريق بناء الدولة التي ضاعت معالمها .
فالرحمة ، والمغفرة والرضوان للشهداء الذين عبّدت أجسادهم ودماؤهم لنا الطريق لنصل إلى هذا اليوم ، ونتحدث بكل حرية ، ونرفع اسم ليبيا عاليا بعد أن كان ممنوعا علينا كتابته حتى في كراسة الواجب المدرسي .
ولله الأمر من قبل ومن بعد .