بورقيبة يتصدر الغلاف والطاهر الحداد شاعرا
قراءات نقدية وقصائد تونسية وعربية وحوار العدد مع ناجية الوريمي
تونس – صدر مؤخّرا عن دار خريّف للنشر العدد الثاني من مجلة “أصوات ثقافية”، وهي مجلة ثقافية مستقلة جامعة يرأس تحريرها نورالدين بالطيب ويضم فريق تحريها ثلة من أبرز الكتّاب والباحثين.
صدر العدد الأول في جانفي 2024، في تجربة لقيت صدى طيبا داخل تونس وخارجها. وعبّر رئيس التحرير عن ذلك بقوله: “فوجئنا في مجلة “أصوات ثقافية” بحجم التفاعل مع العدد الأوّل من المجلة وملاحظات عدد كبير من المثقفين والمبدعين وطلبات الحصول على العدد من مختلف جهات الجمهورية بل حتّى من مهتمين في أوروبا.
بهذا العدد الثاني تكون مجلة “أصوات ثقافية” قد تحوّلت إلى حقيقة وليست مجرد محاولة عابرة. وكان لافتا الانفتاح أكثر على الكتّاب العرب من ليبيا والمغرب والعراق وفلسطين، وهو ما شجّع إدارة التحرير على تخصيص أعداد أعدادا خاصة بالأدب الليبي والجزائري والمغربي من خلال التعاون مع عدد من الأصدقاء الكتّاب والصحفيين الثقافيين من أجل إنجاز هذه الأعداد في انتظار تنفيذ أعداد بدول عربية أخرى“.
تصدّرت الغلاف لوحة للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة أبدعتها أنامل الرسامة أمينة بالطيب، التي حاورها شمس الدين العوني، ورافقت لوحاتها المتنوعة عدة مقالات وقصص وقصائد.
وقدّم زهير الذوادي الطاهر الحداد في صورة مختلفة متحدثا عن الطاهر الحداد الشاعر الذي “… لم يكثر من قول الشعر ونظمه جاعلا من هذا النوع من الكتابة – تارة تلخيصا للأفكار الّتي دوّنها في خواطره أو للمواقف الّتي تضمنتها كتاباته النثريّة، وتارة أخرى، تعبيرا وجدانيّا عما دفعه إلى بلورة المواقف الفكريّة والسياسيّة والإجتماعيّة الّتي تبناها وكانت سببا في تعميق ما وَسَمَهُ بـ”الغبن” الّذي صبغ حياته وحياة الشعب التونسي“.
والشعر الشعبي حاضر بقوة في “أصوات ثقافية”، وجاءت دراسة هذا العدد بتوقيع جلال الشعينبي، وحملت عنوان “تجربة المرأة في الشّعر الشّعبيّ بدوز بين العراقة والحضُور الفاعل“.
وكرّمت “أصوات ثقافية” في عددها الثاني الشاعر نورالدين بوجلبان في ذكرى رحيله الثانية. وتضمن الملف الذي حمل عنوان “بوجلبان في الذاكرة” قصائد غير منشورة للشاعر الراحل الذي كان واحدا من رواد قصيدة النثر في تونس كتابة وتنظيرا. وتحدث المنصف الوهايبي عن “نور الدين بوجلبان: الشاعر الباحث”، واستحضر خالد الغريبي “سيرة ومسيرة الصديق الراحل نورالدين بوجلبان” ذلك “العاشق الباسق”، على حد تعبير فاتح بن عامر.
كما استحضر حسين العوري ذكرى الطاهر الهمامي الذي وصفه بـ”المثقف المقهور” مقدما قراءة في عدد من قصائده.
وكان للقراءات النقدية نصيب الأسد، فتحدثت الناقدة المغربية العالية ماءالعينين عن القفلة في قصص محمد بوحوش، المجموعة القصصية “عصير السعادة” نموذجا. وقدّم رياض خليف للعجائبي والسوسيولوجي في رواية “وجوه أورثيلو” لعفاف الشتيوي. وحضرت المجموعة القصصية “ميتة مبتكرة” لبلقيس خليفة، والتي حازت مؤخرا على الجائزة الوطنية في القصّة القصيرة، من خلال قراءة للناقد المغربي عبدالله المتقي تناول فيها فكرة “تطفيل السرد”. وخصّت علجية حسيني رواية “ريحة بوتفاحة” للكاتبة حليمة الخميري الباجي بدراسة ركّزت فيها على الحضور النسائي وكيف تمثّل المرأة مركز الهامش في هذه الرواية التي تدور أحداثها في مدينة باجة.
وقدم الناقد الليبي يونس الفنادي قراءة في دلالاتُ الأسطورةِ وجمالياتُ التداخلاتِ الأدبية” في رواية “رحيل آريس” لفاطمة سالم الحاجي. وحملت قراءة مفيدة الجلاصي عنوان “فن التقاطع بين تشكيل الشخصيات وعلاقاتها بالزمان والمكان في كفارة الحبس للنساء” لحبيبة المحرزي. وحضرت حبيبة المحرزي أيضا من خلال قصتها القصيرة سأقتص لك منه. وفي السرد أيضا قصص لسفيان بن عون وفوزية العلوي وكمال الهلالي وكاهنة عباس وليلى الدعمي وهالة المهدي وعبدالله تايه من غزة ومحمد دحو من الجزائر.
وفي باب القصائد حضر نورالدين ضرار من المغرب، وخلود الفلاح من ليبيا، والبشير المشرقي وحاتم بن علي الزبير بالطيب وآمنة الوزير وعبدالواحد السويح. ومن الكتّاب العرب أيضا الناقدة الفنية العراقية فاتن شريف عواد التي قدمت دراسة حول الألوان وأسرارها وكيف يمكن أن يكون اللون لغة تغني عن الكلمات.
وكانت الباحثة والأستاذة الجامعية ناجية الوريمي ضيفة العدد الثاني من مجلة “أصوات ثقافية“.
واستحضر حسونة المصباحي ذكرى آسيا جبار وأفكارها التي لا تموت، فيما اختارت آسيا السخيري ترجمة مقالة فريدة عن الكاتب والناشط الاجتماعي جاك لندن. وانتهى العدد بتقديم أحدث إصدارات دار خريّف للنشر.
ومن الجدير بالذكر أن العدد القادم وهو العدد الثالث للمجلة قد خصص للأدب الليبي .