في الميزان

في الميزان

أ.سالم أبوخزام

. تجري الآن معركة انتخابية بين الأقطاب الليبية التي أفرزت على المسرح السياسي الصوت الانتخابي هو اللاعب الرئيس بهذه المعركة ، لأن كل الأطراف آمنت أو أجبرت على ترك السلاح في الوقت الراهن ، فلا صوت يعلو على صوت الصندوق والانتخاب لسببين فقط هما : _ الدعم الدولي والدفع لتقريب يوم 24 ديسمبر ورافق ذلك حشد منقطع النظير قطع تماما أي صوت معارض وبقي يغرد وحيدا .

_ غالبية الشعب الليبي أدركت ان الحرب لايمكن لها من حل مشكلة نهائيا ، وأن قتال عشر سنوات قد خلف مآسي كثيرة لاحصر لها . .. وبالتالي لابد من إخماد البنادق وإعادتها لأغمادها ونتوجه كلنا وجميعا إلى صناديق الاقتراع بمختلف توجهاتنا السياسية إن خضرا ، أو كرامة ، أو بركان الغضب ، أو الصامتين. .. فقد وقف الشعب الليبي في نهاية المطاف في طابور واحد ليضرب ببطاقته الانتخابية. بكل صراحة ومنطق أرى الموقف واضحا وجليا ، إن ليبيا لن تعود إلى سابق عهدها أبدا وإن ليبيا لابد أن تكون جديدة !

أولا : سيف الإسلام القذافي يمتلك قاعدة شعبية رهيبة ومؤثرة للغاية في الواقع الليبي من حيث القوة الانتخابية الفعالة ، وقد عاد من الباب الشاسع للشرارة ليوقدها من جديد ، بعد أن ذاق أهلها ألوان الغبن والعذاب والسياط ! يضاف إلى ذلك حيازته على دعم دولي خارجي وهو المتحكم في الشأن الليبي . لايخفى على المهندس سيف الإسلام لعب دور سياسي معقد مع باقي أطراف المعادلة الليبية والحفاظ على موازينها من أجل قراءة صحيحة !! بصدق أقول إن الشعبية الجارفة لسيف القذافي في غير وسعها حسم الصراع وهذا ما يفهمه ويدركه الأخير !! وعليه أن يسبك بشكل جيد بقية الأوراق الأخرى مع ورقته لتصبح خالصة وقوية متينة !!

ثانيا : الجنيرال خليفة حفتر ، لايمكن تجاوزه فهو يمتلك واقعيا كل الشرق الليبي وكل القوة المسلحة التي تصطف خلفه بنداء صوت ( بروجي ) وهذا السلاح مكنه بلا شك من جمع عدد كبير من المناصرين والقوة الانتخابية تحت عنوان (الكرامة). وأيضا لايفوتنا ذكر تكديس السلاح والطيران بالقرضابية والجفرة ، وهذا ما أعطى ثقلا دوليا لايستهان به ، ليصبح الجنيرال جالسا على الطاولة وهو أحد أطرافها في صوت هادئ ، يمكن أن ينفجر في أية لحظة ، بمساعدة أطراف إقليمية و دولية أخرى !! ثالثا : مدينة مصراتة قلب ووسط ليبيا وبموقعها المتميز وبما تمتلك من قوة تسليح وقدرة على الانضباط والنظام مضافا إلى ذلك قوتها الاقتصادية والسياسية والإعلامية والعسكرية النادرة والدعم الإقليمي والدولي الواضح منذ عشر سنوات أو يزيد ، وبالتالي فإن مصراتة جالسة على الطاولة وحتى اللحظة لم تحسم أمرها ، جالسة برأسين هما :

الأول- السيد فتحي باشا آغا الرجل المحنك في غضون سنوات قليلة ، حيث تحول إلى رجل دولة يقدر الأمور ويعطيها حقها ويستطيع القيادة وبمهارة نادرة !!

الثاني- السيد محمد المنتصر الذي يتكئ على تاريخ حافل لعائلته المسالمة دائما ، وهو يقف في منتصف الطريق من كل الفرقاء وفي وسعه جمعهم !! يضاف لذلك قدرته على اتخاذ قرارات صعبة وحاسمة وفي وقت قصير جدا يعود على الجميع بالتنمية الشاسعة. على مصراتة حسم أمرها بتقديم أحد طرفي معادلتها نحو ثالوث ليبيا ، كما أرى ! الثالوث الليبي هو الصيغة المناسبة والواقعية لليبيا. كمحلل أعتقد أنه تجري اتصالات وتفاهمات بين أطراف هذا الثالوث للتفاهم المطلوب من أجل قيادة بلاد ووطن نحو مرافئ الأمان.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :