- خاص تونس …تصوير الإعلامي حمة قابوس.
اختتمت الدورة 39 من المهرجان الدولي للشعر بتوزر بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وولاية وبلدية توزر وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والتي افتتحت بمشاركة 20 دولة و57 شاعرا من أربع قارّات تحت شعار “الشعر الصوفي والفنون المجاورة ” وقد اختارت هيئة تنظيم هذه التظاهرة التي يترأسها الشاعر عادل بوعقة هذا الشعار لتعميق البحث في رمزية النخلة بين الشعر والتصوّف من خلال دراسة مقارنة تعتمد على نماذج من الشعر الصوفي (ابن عربي) والشعر العربي المعاصر (شعراء مشارقة وتونسيون) لنرصد حركية الدلالة الرمزية وانفتاحها على محاورة الفنون المجاورة (الفن التشكيلي توظيف الألوان ورموزها الصوفية، الإيقاع العروضي والموسيقا الشعرية وعلاقتها بالشطح الصوفي). وافتتح رسميا من قبل المعتمد الأوّل نيابة عن والي الجهة محمد أيمن البجاوي بحضور المشاركين ولفيف من الأدباء والشعراء والمهتمين والمتذوقين بالمدينة وقد ضم البرنامج العام للمهرجان افتتاح المعارض ” معرض الكتاب ومعرض أدباء الجريد الحائطي ومعرض الفنون التشكيلية ” ثم توالت الكلمات الترحيبية وعلى إثرها انطلقت الدورة إثر الافتتاح الرسمي بعرض للفنان الفلسطيني ناصر قواسمة بمصاحبة الفنانة هدى بكاري حيث تميزت هذه الدورة عن سابقاتها بفقرات متنوعة بين العروض الموسيقية والصوفية و عرض الفنان والشاعر الإيطالي: Salvator Di Nappa عن أفريقيا الأم والوطن والرحلات الاستطلاعية وورشات للأطفال وتلاميذ المدارس الإعدادية والمعاهد في القصة والشعر والتكريمات التي انفتحت هذا العام على الأدب الأفريقي
بمشاركة مالي والنيجر ومشاركة شعراء من بلدان لم تشارك في المهرجان سابقا ومنها الأرجنتين وفنزويلا ويشارك في هذه الدورة بشكل عام شعراء ونقاد من تونس والمغرب وفلسطين والجزائر وسوريا ومصر والأردن والعراق ونيجيريا ومالي وكوبا وألبانيا والأرجنتين وإيطاليا وإسبانيا وكوسوفو وبولونيا وفنزويلا. الشّعْرُ الصّوفِيّ وَقَصَائِدُ العِشْقِ الْإلَهِيّ. قدمها الأديب التوزري أحمد المباركي وقدمت فيها ورقة حوار الشعر والسماع في التراث الصوفي- الخصائص والتحولات مداخلة الدكتور بشير غريب من الجزائر وورقة : جماليّة التّوظيف الرّمزيّ للغة في أشعار المتصوّفة القدامى والمعاصرين نفحات صوفيّة قراءة في ” ترانيم لمدارج الرّوح ” لعائشة عمّور للأستاذ والأديب عبدالله المتّقي من المغرب وورقة ” كرامات النخلة بين الشّعر التصوّف: استبصار فيما وراء الشكل واللّون والإيقاع للدكتورة حياة الخياري- المعهد العالي للغات بقابس وقد أثراها نقاش الحضور الذي تفاعل مع ما جاء في الورقات من معلومات قيمة ودقيقة. النّسْرُ النّائِمُ فَوْقَ القِمّةِ الشّمّاءِ. قام الضيوف في اليوم الثاني بزيارة إلى روضة الشاعر ”أبوالقاسم الشابي ” لوضع باقة زهور على الضريح، حيث توفي أبو القاسم الشابي الذي كان يعاني من مرض القلب في المستشفى ونقل جثمان الشابي إلى توزر ودفن فيها، وقد نال اهتماما بعد موته فأقيم له ضريح نقل إليه باحتفال كبير وتقول الموسوعة الحرة و(يعد الشابي أجمل تعبير عن أنوار تونس والمغرب العربي التي استفادت منها بلاد المشرق كما هي الحال مع ابن خلدون والحصري القيرواني وابن رشيق وغيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة المغاربية أو مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب والشرق والذي ظل مدافعاً عن الثغور ولم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول الشابي) حَرْبُ النّجُومِ فِي عُنُقِ الجَمَلِ. من مزايا هذه الدورة الرحلة الصحراوية لموقع عنق الجمل للضيوف حيث استمتعوا باللعب على الكثبان الرملية والتصوير بجانب المجسمات هناك ويعد موقع “عنق الجمل” الصحراوي، الذي شهد خلال سبعينيات القرن الماضي، تصوير مشاهد بالجزء الأوّل من فيلم “حرب النجوم ” للمخرج الأمريكي الشهير جورج لوكاس المنتج سنة 1977.، معلما سياحيا وثقافيا تونسيا حيث لازال موقع “عنق الجمل”، يضم عددا من الأستديوهات والمجسّمات التي استعملت في تصوير الفيلم العالمي و”حرب النجوم” هو فيلم خيال علمي أخرجه الأمريكي جورج لوكاس، وتم إنجاز 6 أجزاء منه، نالت نجاحا عالميا واسعا، ويتم حاليا تصوير جزئه السابع. ويضمّ الموقع مجسّم مدينة “موس اسبا” الخيالية في الفيلم، مسقط رأس “أنكين سكاي ووكر” أحد أبرز أبطال الفيلم .
الحَضْرَةُ الصّوفِيّةُ أجْوَاءٌ أخْرَى مِنَ التّحْلِيقِ.
وفي السهرة كان الموعد مع سهرة شعريّة وموسيقيّة أقامتها الفرقة الصوفية وقدمت فيها “دخلة سيدي بوعلي” وذلك على شرف الضيوف وقد درج الجريد على إحياء ذكرى دخلة سيدي بوعلي السنّي» والذي يسمّى أيضا «سلطان الجريد» ثالث أيام العيد وهي تظاهرة ثقافية دينية تخلق حركية بالجهة وتثبت عراقة المدينة كوجهة للعلماء وطلاب العلم والفقهاء وتقام في ثالث أيام عيد الأضحى الدخلة الطرقية للفرق الصوفية من مدخل مدينة نفطة إلى مقام الولي الصالح سيدي أبو علي بمشاركة مجموعة كبيرة من الفرق من نفطة وتوزر ومن الولايات المجاورة وخاصة قابس وقفصة وحتى من البلدان المجاورة بحضور فرق من الجزائر وليبيا، ويعود تاريخ إحياء دخلة سيدي بوعلي، مبعوث ابن تومرت (مؤسّس الدولة الموحديّة) ليقاوم الأباضية وينشر السنّة ويرسي سلطة الموحّدين وفق ذات المصدر، إلى سنة 565 هجري تاريخ انتصار الشيخ على الدّولة الموحدية وتخليدا لذكراه وذلك لمكانة الشيخ العلمية والروحية لديهم وترتبط بعيد الأضحى بحسب بعض المراجع التاريخية حيث انتصار الشيخ أبو علي السني سيدي بوعلي، على مخالفيه ثالث أيام العيد. الشّعْرُ بِكُلّ اللّغَاتِ فِي جَنّةِ عَدَنٍ. من المميز أيضا في هذه الدورة الأمسية الشعرية الكبرى بمنتزه عدن توزر في الواحة القديمة التي شاهد الضيوف متحف النخلة والذي يضم أكثر التفاصيل عن حياة النخيل وصناعاته ومشتقاته والعلاج به ومن ثم توالت القراءات الشعرية في تلك الواحة
بكل اللغات واختتمت بوصلات موسيقية وغنائية فلكلورية وتراثية أطربت الجمهور وواكبها بالرقص والغناء ومن أشعارهم : الشاعرة والفنانة التشكيلية أسماء الشرقي “رَجُلٌ يُؤَرِّخُ للحُبّ”: لا تَموتُ ذَاكِرةُ العَصَــافِيرِ فِي بَسَـــاتِينِهِ وَ لا تَنْبُتُ في أَوْصَــالِهِ عَنَــاكِبُ الوَقْتِ رَجُلٌ تُصْلَبُ في زَمَنِهِ القُلُوبُ عَــلَى أوْتَادِ الشّوق مُتْعَبٌ مِثْلِــي مِنْ تَمَــاثِيلِ السَّرَابِ يافِعٌ بِغَدٍ …لَــمْ يَأتِ بَعْـــد لَكِنَّهُ…. مَسْكُــونٌ بِيَقينِ الوَعد رَجُلٌ سَــافِرُ الحِيــلَةِ ضَمّ أنْفَــاسَهُ لِفَوْضَايَ العَنِيدة لِيُشْبِهَنِي … ظِلٌّ أمِينٌ …للدِّفءِ قَبْلَ البَرْد رَجُلٌ عَــرَفَ الرّبَّ في مَنْفَاهُ واسْتَــعَاذَ بِنَار الصّبْرِ لَيَحْرُسَ مُهْجَةَ برُومِثْيُـــوس … على الجِدارِ ،عَاهَد صَوْتَ النُّور في متاريسِ الغَيْم وفي صَدْري أودَعَ تَمائمَ رُؤاه … لِيَراني في أوّلِ بصيصٍ للحَق الشاعر والقاص محمد بوحوش مـــديحٌ: كفَواصلَ في جُمْلةٍ لا تنْتهِي، كحِكايةٍ منْ ألفِ ليلةٍ وليلةٍ، سَأمدَحُكِ سيِّدتي الورْدةُ: حُضورُكِ غابةٌ والكونُ شجرَةٌ. …………….. نُــزْهـةٌ : يَوْمٌ أحْمرُ طلقَاتُ رَصاصٍ وَعَويلٌ.. الشَّمْسُ تَصْرخُ: أيّلٌ مَا جَريحٌ، وقلْبي المُتلعْثِمُ في نُزهةٍ. الشاعرة سنية مدوري كنائس المعنى / حدس يوسوس للطيور “القُبلةُ الحمراءُ آلهةُ النبيذِ…” تقولُ عاشقَةٌ وتُتْرِعُ كأسَ شهوتها وتمضي في اختبار اللّيلِ. هلْ تتوافدُ الأقمارُ صوْبَ كنائسِ المعنى وتغفو في أديم الرّوحِ؟ هلْ يتكتّمُ التفّاحُ عنْ مأساتنا؟ فَهناكَ في أقصى الهشيمِ تثاءَبَتْ أوزارُنا: بنْتٌ تحدّثُ قَلبَها اللوزيّ عنْ صَبواتِ عشْقٍ جامحٍ وتُبرّرُ الأوجاعَ بالقُبَلِ الطريّةِ، خلفَ سور المدرَسَهْ.. بنْتٌ تباغِتُ نُضْجَ نهديها بحمّالات صدْرٍ بائسَهْ.. بنْتٌ تُفكُّ رُموزَ جسْمٍ ناعِمٍ، تُهديهِ فوقَ رصيفِ لَيْلٍ باردٍ للعابرينَ وتفتَحُ القُفْلَ النديَّ بهَسْهَسَهْ.. بنْتٌ تُعيدُ صياغَةَ العذْريّةِ الحمقاءِ بالمَعْنى وترْمي بالطُّلولِ المُومسَهْ.. بنْتٌ تُفخّخُ ما تبقى من فحولَةِ عَقْلِها تبّا لأغلال العقائدِ والقصائدِ والنّذورِ سأمنَحُ التفّاحَ شَهقَتَهُ الأثيرَةَ والمُثيرَةَ لا تلُمْني أيّها الوطَنُ المريضُ بنصفهِ السفليِّ يا وطَنَ العقولِ المفْلِسَهْ.. سنؤَسّسُ الوَطَنَ الجَميلَ بحرفنا البيتُ، بيْتُ الآلِهَهْ.. لا دخْلَ للحُرّاسِ في لون الحشايا والحكايَا والهوى هلْ شهرزادُ تُتمُّ قصّتها اللعينَةَ فجأةً؟ جسْرُ النهايَةِ مقْفِرٌ وقطارُ منتصَفِ الحديثِ يحيدُ عَنْ تاريخِ لَعْنتِنا وليْلٌ مُوحشٌ ما أتْعَسَهْ.. الشاعر عادل بوعقة مدير مهرجان الشعر الدولي بتوزر لو تعرفين لو تعرفين كم أحبّ تلاوة ذاك القصيد على مطايا الذّاكرة لو تعرفين كم أحبّك قرب موج البحر في ذاك المكان اللّازوردي هناك حيث كنّا وكان الربّ ثالثنا وكنّا في ما مضى ,,كنّــــا وكنّــــا ,, ننعم بالعشق فوق ردائنا الغضّ الطريّ و وأسرد كم كنت أنت شهرزادي وما أنا إلاّ المغنّي كم كنت أنت يا أنا كم كنتُ أنْتِ ,,,, الشاعرة راضية الشهايبي/ مذكرات نهد أحضاني تفقد بعضها ويداي مشردتان بلا صديق العطر تائه…… لا يدري كيف ينتهي لا ساقية تحويه ولا مضيق هذا الغياب كوارث كأنما صحراء قد حلت وحلّ بالصدر الحريق ………………….. هل ينفع الوهم إن تخيلتك الٱن هنا أو ينفع الحلم اللئيم أو لا سبيل سوى البكاء ………………….. مالي أرى لا شيء حولي سوى الصداع …… وكأنك إذ نفوك نُفِيت واستوطن صدري الضياعُ الشاعر إدريس علوش /عدلوا من شاءوا (1) عدَّلوا منْ شاءوا/ وجرَّحوكَ/ تحت سقف خيمة كنت تُجالس غيمة من سعف النحيل تُداعب مداد السنين و تكتب عن عراءِ الشعــــراءِ.. (2) عدَّلوا من شاءوا/ و جرَّحوكَ/ و الكوفة ذاك المساءَ أعلنتك سيداً للرواةِ فاختفيت في خمارةٍ و ما عُــــدتَ/ حتى أفْنيت “ديجسناني”(1) حِبراً في نَقش الذاكرة/ و الكِتابة.. (3) عدَّلوا من شاءوا/ وجرَّحوكَ/ –هَا “خلف الأحمر” (2) رفيـــــــقَ الشغبِ/ و العنادِ يُنشد آخر أبياتِ شعراء البصرة سهــــــــواً / أو خلســــــــــــــــــــــةً فافتحْ كُراس ذاكرتك علَّ الكلمات تستوعب بحـرَ الرواة ..