(1)
في النهار لا يذهب لعمله .. وإن ذهب فلا يقضي حوائج الناس .. وإن فعل فبعد تأفف و تذمر وفي الليل .. لا ينافسه أحد في صلاة التراويح ….
(2) الوسط الأكاديمي .. .. ولا أُعمّم .. ينطبق عليه المثل القائل ” تسمع بالمُعيديّ خيرٌ من أن تراه”… الوسط الأكاديمي .. يُعنى بِحساب ما يجنيه من “ثمن” الساعات أكثر بكثير مما يعتني بتوصيل المعلومة . الوسط الأكاديمي .. يحاول جاهداً عرقلة الطالب وقتل روح الإبداع فيه .. لغايةٍ في نفس “الدكتور” . الوسط الأكاديمي .. يُخفي تحت جلباب معرفةٍ زائفة جهلاً مُذقعاً .. بل ، وحِقداً أسود . الوسط الأكاديميّ .. بيروقراطية .. وساطة .. مُحاباة .. الوسط الأكاديمي .. مليء بالعفن الوسط الأكاديمي ــ وأكرر لا أعُمّم ــ مصيبة أخرى من المصائب التي مُنِيَتْ بها هذه البلاد .
(3) الكاميرا الخفيّة .. الكاميرا الإستفزازية .. هذا البرنامج .. تحول من مساحة للترفيه إلى .. لعنة .. بعد أن صار يُنكّل بالناس من خلال ما يقوم به من تصرفات استفزازيّة .. وسخيفة .. في بلادٍ كلّ شيء فيها يقبل التصديق كما يحتمل الكذب .. أنصح كلّ من وقع فريسة لهذا الإستفزاز برفع دعوى ضدّ من قام به .. فإنّها جريمة يُعاقب عليها القانون .
(4) لَطَالَمَا وَصَلَنا التاريخُ مُشوّهاً .. فقد أعْمَلَتْ فيه السلطات الثلاث (السياسية والدينية والإجتماعية) ما جَعلهُ يدور في فلكها . أمّا و الأمرُ كذلك فإنّني ــ بعد أن فرغتُ من قراءة روائع أمين معلوف ; ليون الأفريقي ، رحلة بالداسار ، سمرقند ، صخرة طانيوس ، القرن الأول بعد بياتريس ، التّائهون ــ أتساءل :… لماذا لا يُدَرّسُ التاريخُ من خلال مثل هذه الروايات ؟!! فلأنْ نقرأ التاريخَ ممزوجاً بخيال عبقريّ مبدع ، خيرٌ من أن نقرأه مشحوناً بكذبٍ صُراح .
(5) أزمتنا ــ نحن الليبيون ــ ليست سياسيّة ولا إقتصادية . هذه المسرحيات الهزلية التي نعيشها من السيولة إلى الكهرباء إلى غلاء الأسعار هذا الجشع … وهذه الجرائم (قتل ، اختطاف ، ابتزاز ، سرقة) لا تعكس أزمة سياسة ولا أزمة اقتصاد ، إنّما هي أزمة أخلاق بامتياز . نعم .. أزمتنا أزمة أخلاق وقديماً قيل : وإذا أصِيبَ القومُ في أخلاقِهم ** فأقِم عليهم مأتماً و عويلا فلنتحسّس .. أخلاقنا
(6) لم نستطع التخلص من عقدة ” الشخصنة ” ففي أيّ نقد ، أو نقاش نبتعد عن موضوع الفكرة المطروحة ونتحوّل باللوم حيناً و بالتعرض المباشر أحياناً أخرى لشخص من يقول بهذا الرأي أو ذاك ، محاولين إظهار مثالبه و عيوبه الشخصية لنسقطها بعد ذلك على رأيه القائل به . الشخصنة تقتل الموضوعية… وربما لذلك تفشل كل نقاشاتنا و تتحول إلى معارك كلامية لا طائل من ورائها . فمتى يتسم النقاش والنقد عندنا بالموضوعية ويبتعد عن الشخصنة التي لا تفسد للوِدّ قضية فحسب .. بل تُفسد كلّ شيء .
(7) في النقد الأدبي أيضاً لم نستطع فصل النّص عن كاتبه . الأمر خطير فعوضاً عن تناول النّص كعمل إبداعي قائم بذاته ، نُسقِط كلّ ما في النصّ على شخصية كاتبه … ولايخفى ما يواجهه المبدع ساعتها من جور السلطات الثلاث (السياسية والإجتماعية والدينية) …. وتتفاقم المأساة إذا كان الإبداعُ أنثوياً .. يا أخي .. عندما أشير بأصبعي إلى الشمس .. دعك من اصبعي .. وانظر إلى الشمس حيث اشير .