في هودجِها ترفُل أُمي

في هودجِها ترفُل أُمي

بقلم :: عائشة الأصفر

في هودجِها ترفُل أُمي
أدفنُ رأسي فيها بعيداً
جدائلُ أمي طويلة طويلة
مغمورة حِناء وقرنفل
يتمايلُ هودَجُها يَحْفَلْ
ملكةً باذخةَ ونفوذ
الأميرَ الواثقُ كنت
يُدَثِرُنَا هودجٌ وسماء
مفتوحةَ النوافذ
أهدابُها سعيفاتُ نخل
تلامس الثرى تكتحل الإثمد
سنابلُ قمحٍ تستفزُّ الغيم
وبهاءٌ غيرُ محدود
يميني أزرق أزرق
وشمالي تاسيلي تطرُق
ونسوةٌ يَنْسِجْنَ الريح
يَحْلِبْنَ أثداءَ القَمَر
كان هلال…حل سليم
أيِّلٌ يتراقصُ فرهود
يهتزُّ الهودجُ أهتزُّ
عذراءُ تلهو على الشاطيء
يُغَازلُ سَاقِيهَا الْمَوج
“زيوسُ” إلهٌ
قَرْنَانِ وَوَدَاعَة
وخُطِفَتْ “أوربيتُ” الملكة
هاجَ “أجينور” استنفر
وبكتْ صيدا..
زرعتْ الجدة ليبيا التعاويذ
وشقّ “قدموسُ” البحرَ
وجدها منقوشة هناك
على تضاريسِ الإغريق
“أوروبيتُ” الحلم المنشود
يميلُ الهودجُ تبتَسِمُ السماء
تربتُ كنعانُ “تريبلوس”
تحضُنُ الهودجَ يتبختر
“عليّسة” خلفَ الأسوار
قَرطاجة طبولٌ وشهود
راياتُ الأطلسِ خافقةٌ
“دهيا” أخيلة وحصون
فوق عتيقِ الصخرِ النادر
“قسطينة” تهدينا جُسُور
غَرْنَاطة بلاطٌ وقُصُور
” ولاّدة ” وطن الإبداع
“حنّبعل” النجم الحارس
ينقشُ تاريخاً لا يأفِل
يرسمُ كينونة ووجود
بدّدَ قدحَ نَبِيذَهُ فجراً
أشعلَ نارَ الألبِ مسارب
روما في عينيهِ الدَّغْفَل
هودجُ أمي من نافذتي
يقتفي أثرَ العِرقِ الضَائِع
في مَتَن الطينِ المنشور
امتزج العِرقُ الدمُ العُرس
وانهدّت بينهمُ سُدود
يسبَحُ هودَجُكِ يا أمي
باتَ شراعاً صارَ حكاية
حلّق غيمة تلك بداية
يُنهيها حُبُكِ يا أمي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :