فَسَادُ القِمّةِ..قِمّةُ الفَسَادِ!

فَسَادُ القِمّةِ..قِمّةُ الفَسَادِ!

سالم أبوظهير

 لا أحتاج في هذا المقال تحديد معنى مفردة (فساد) الواردة في العنوان ..لكن الأمر واجب وضروري للتأكيد على أن مفردة (قمة) والواردة في العنوان، مسبوقة بلام التعريف لاعلاقة لها بحزب القمة الليبي ،ولا برئيس حزب القمة الليبي، الذي انتشرت الأسبوع الماضي صوره الثابتة والمتحركة ، في وسائل التواصل الاجتماعي ، وهو يتجول في سوق عصري كبير، خارج البلاد، وحوله (وحواليه) رجال ونساء يبدو أنهم عمال عنده همهم الوحيد أن يكون في القمة ، فتخصيص مساحة في فسانيا للحديث عن ماضيه وحاضره ومستقبله وعن معاركه وبطولاته وأسواقه ويخوته ومزارعه وحزبه ودستوره أمر لافائدة مرجوة منه . ماهو فساد القمة إذًا ؟ فساد القمة بحسب علماء الاجتماع هو صورة من أخطر صور الفساد السياسي، الذي إذا ما ابتليت به دولة من الدول المتقدمة أو المتأخرة ، كان بمثابة المسمار الذي يدق في نعشها تمهيداً لتحويلها إلى دولة فاشلة تتصدر بامتياز ذيل القوائم المعنية بكشف ومكافحة هذا الفساد . وسبب خطور فساد القمة كصورة من صور الفساد هو أن المتورط فيه ،لايمكن أن يكون مواطناً عادياً مهما علت مرتبته في الدولة ، بل كان مواطنا عاديا ثم حولته الظروف إلى ثائر أو مليشياوي أو سياسي، وأصبح مواطنا ( سوبر) لديه نفوذ سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي ،أو عسكري تحصل عليه بسبب ارتكابه لهذا الفساد فلايمكن ملاحقته ،ولا محاكمته ولا حتى سؤاله من أين له هذا ؟!!. فساد القمة يطلق عليه أحيانا اسم الفساد الرئاسي، لأن المتورط فيه غالباً مايكون رئيساً للدولة ، أو وزيراً في الدولة ،أو نأئباً في البرلمان ،أو قائداً لحزب أو قائداً للجيش ، أو رئيساً لمليشيا مقاتلة ،أو مديراً لهيئة مهمة أو مؤسسة غنية مفصلية تقدم خدماتها لغالبية الشعب لكنه هو المسيطر عليها ، وكل متورط في فساد القمة الرئاسي، يجني ثرواثه على مهل ، دون خوف من الملاحقة الرقابية أو القضائية أو حتى الرقابة التي تثيرها مؤسسات الصحافة النشطة ، ومؤسسات المجتمع المدني. المظاهر التي تدل وتشير إلى وجود صورة فساد القمة في ليبيا ، يمكن كشفها بسهولة ويسر، ورؤيتها بالعين المجردة ويندرج تحت فساد القمة عندنا ، بعض من القيادات الفاسدة التي حققت منافع شخصية بطرق غير مشروعة، وتحولت أرصدتهم من خانة الصفر إلى خانة المليون بل المليار. هذا القيادي الفاسد السياسي ، الذي كان صاحب دكان صغير ، أو صاحب ورشة أو معلما أو حتى بلا وظيفة ، لكنه استغل منصبه ليحقق صالحه الخاص ، بالرشاوى والعمولات ،وبتسهيله وحمايته لأنشطة الاستغلال غير المشروعة، وتسخير أقاربه للقيام بذلك ،وغض الطرف عنهم وتوفير الحماية اللازمة لهم لإتمام هذه السرقات، فتحول وأصبح بذلك وفي وقت قياسي قصير من أصحاب العقود المليونية الوهمية ، ومن فرسان الشاشات، ومن ركاب الطائرات الخاصة ومقاعد الدرجة الأولى ومن رواد الفنادق والشاليهات، يملك ثروات هائلة، يقوم بتحويلها إلى البنوك الغربية، بحسابات سرية تضمن عودته إليها إذا ماتغيرت الأمور وانقلب عليه الشعب .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :