كتب :: نيفين الهوني
شاعرة ومترجمة وأستاذة جامعية لبنانية، ولدتُ وترعرعتُ في معصريتي وهي قريةٍ صغيرة في قضاء عالية في جبل لبنان. وتقول إن نشأتها في حضنِ الطبيعة كان لها أثر واضح في كتاباتها وروحانيتها، وكذلك رؤيتها للعالم وقضاياه. وتعتبر أنّ هذا هو العامل الأهمّ الذي انتقل من نشأتها إلى كتاباتها بشكل واضح هي الأستاذة الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت والتي كتبتُ مخطوطين لم تنشر أياً منهما. وعندما نضجت تجربتها الشعرية على حد قولها وشعرت بأنّه أصبح لها صوت ينسجم مع السمفونية الشعرية والروح الحقيقية للكون نشرت ديوانها الأول «فليكُن». عن الدار العربية للعلوم ضم 58 قصيدة في نحو 111 صفحة من الحجم المتوسط حيث كتبت فيه واصفة نفسها ( أنا الكلمة الضالة التي سقطت من ثقب جيب صانع القواميس، من يومها وأنا أتسلق الأبجديات لأحشر نفسي في فم ثغرة، أو أرصف مسافة بين كلمتين لأسدّ رمق المعنى” / ص 13 ) و متحصلة على العديد من الجوائز والشهادات لعل آخرها جائزة ناجي نعمان للإبداع لعام 2018 عن ديوانها الأخير هي الشاعرة حنين الصايغ صاحبة مقولة (إن الفضاءُ الإلكتروني صبغ الشِّعر الحديث بصبغة الابتذال) وتقول أيضا عن الرمزية في ديوانها الأول “فليكن” ( الرمزية هي العارض الجانبيّ للتعمّق في الشِّعر وليست غاية في حدِّ ذاتها. أحيانا نُرغِم الكلامَ على قول ما لا يفَسّر، وحتى نجعل هذا ممكنا نلجأ إلى تراكيب غيرَ مألوفةٍ في اللّغةِ المتداولة، تتجلى لنا في لحظات تدفّقٍ شعريٍّ داخلي، لا يُترجم إلا بذاتِ الفيض والدهشة الّذيْنِ ولد بهما». وتضيف في حوار لها نشر في جريدة الجريدة الكويتية «الأهم أن يبقى الشاعر وفياً لحريةِ تدفق هذه الصور الرمزية، وألا يصبحَ همّهُ إنتاجَ هذهِ الصور عنوة، لأنها ستبدو مصطنعة، وسيفقد مصداقيته الشعريّة». وصدر لها أيضا عن منشورات دار فضاءات بالأردن، في طبعة أنيقة اللبنانية ديوانها الثاني روح قديمة ويقع الديوان الذي كتب عنه أنه يتسم بدرجة عالية من الروحانية، والفائز هذه السنة بجائزة ناجي نعمان للأعمال الأدبية في 135 صفحة، ويضم 44 قصيدة شعرية منها: ” الخروج إلى الضوء” ، ” سقوط” ، ” لو نبقى”، “خطيئة الصمت” ، وروح قديمة”. وقد جاء في بلاغ مؤسسة ناجي نعمان التي تهدفُ إلى تشجيع نشر الأعمال الأدبيَّة على نطاقٍ عالميّ، وعلى أساس إعتاق هذه الأعمال من قيود الشَّكل والمضمون، والارتقاء بها فكرًا وأسلوبًا، وتوجيهها لما فيه خَير البشريَّة ورفع مستوى أنسَنَتها. ”أن عددُ المرَشَّحين المُتقدِّمين لنَيل جوائز ناجي نعمان الأدبيَّة للعام الحالي قد بلغ 2371 مشتركًا ومشتركةً، جاؤوا من ستِّين دولة، وكتبوا في أربعين لغةً ولهجة، هي: العربيَّة (الفصحى والمَحكيَّة في أكثر من لهجة)، الفرنسيَّة، الإنكليزيَّة، الإسبانيَّة، الإيطاليَّة، الرُّومانيَّة، الصِّربيَّة، الصِّينيَّة (في ثلاثة أنواع من الأحرُف)، الألمانيَّة، الأرمنيَّة، الكرواتيَّة، التشيكيَّة، الألبانيَّة، المَقدونيَّة، البوسنيَّة، الأزَريَّة، البلغاريَّة، اليونانيَّة، الهنديَّة (في نوعَين من الأحرف)، اليابانيَّة، المُنتِنِغريَّة، البُرتُغاليَّة، الرُّوسيَّة، التُّركيَّة، الأردو، البِنغاليَّة، الكازاكيَّة، البولونيَّة، البنجابيَّة، الأوكرانيَّة، الصِّقِلِّيَّة، السواحيليَّة، التيلوغو وتحصلت هي على الجائزة الأولى فيها ومن أبرز نصوصها نص نزهة الذي قالت فيه عن الغربة : عندما حل الظلام على المدينة ظهر القس في نزهة وسحب شريط الضوء من فوق سطوح المنازل من يومها فقدنا الكهرباء وفقد المغتربون طريق العودة أما عن الإبداع فقد قالت في حوار نشر لها في مواقع التواصل الاجتماعي بعد حصولها على الجائزة (يبقى الإبداع إبداعاً بمعزلٍ عن الوسط الذي يظهر فيه هذا الإبداع، ولأنني أؤمن بأنّ الإبداع حالة داخلية خالصة، لا أظن أنّ مواقعَ التواصلِ الاجتماعيّ تعزّزُه، بيدَ أنّها تساهمُ في انتشارهِ. ساهمَ الفضاءُ الإلكتروني في مساعدةِ الشّعراء على الانتشار، ولكنه في الوقت ذاته تسبّب في فيضٍ من الأقلام غير المؤهّلةِ لكتابةِ الشِعر، وبالتالي صُبِغَ الشِّعر الحديث بصبغةِ الابتذال، وإنْ كانَ يصعبُ عليّ قول هذا).