- لطفي الشابي
هي نظرةٌ
لم تنطفئ رغم انقضاء العمر
في سَفرٍ ضريرْ
هي نظرةٌ لا تسْهَ عنها
وانسكبْ في ضوئها
مثل الفراشة في حرائق يومها
طوّف بها
رتّل صلاتك في حِماها وسمِّها
فلعلّها تهفو إليك
وتطوف حولك ملءَ ضوء الرّوح فيها
فتكونَ خادمها البصيرْ
هي نظرةٌ
أرأيتَ قلبَك وهو يلهَجُ باسمْها؟
أرأيت وجهك كيف يُمحى
حين يَعْرى من أناملها المُدامِ
أو حين يفقد ضوْءَها؟
هي مِنكَ.. كوْنٌ
إن فاضَ رجْعُ صداها فيكْ
فلا تدعْ جهةَ الضّياء بلا يدينِ
فلا تُضيء ولا تُشيرْ
هي نظرةٌ
حفَرتْ طريقك فاتّبعها
وارتشفْ ما ظلّ يقطر من دماك على دِماها
جاهدْ عساها تمدّ فيك مَدى خطاها
أو يَحْتويكَ ضِيا لظاها
فترى طريقَك وهي تعلو
هي تلك روحُك فاعتصرها
واشرب رحيقَها إذ يُنيرْ
هي نظرةٌ قادت خُطايَ.. أنا النبيّ
ولا كتاب أطلّ منه ولا وصايا
يا كيف أنجو
لا ذنبَ عشّش في فؤادي ولا خطايا
فأرى الحياة كما تراني
وأرى شعاعِيَ وهو يعلُو
ثمّ أنسى
ثمّ أعرفُ حينَ تُذكرني الرّسالةُ روحَها
أنّ المدى ريحٌ ونارٌ
والرّوحَ بينهما صلاةٌ لا رُغاء ولا دعاء
ولا مَحارب أو مراتبَ
ولا حِجارَ ولا شِجار ولا دُوارَ
يدور حوْلَك إذْ تدورْ
هي نظرةٌ.. هي نظرةٌ