هي أنثى لا تشبه الا نفسها مسكونة بالنار و بالأحكام العرفية هي شاعرة ضاقت ذرعا بالحياة المدوية التي تحاصرها فانتشلت حروفها مثل وردة قطيفية هكذا قال عنها الشاعر جابر نور سلطان .. هي الصحفية و الشاعرة نيفين الهوني صاحبة ديوان تسابيح النوارس هذا الديوان الصادر سنة 2010 عن الدار المصرية السعودية للطباعة و النشر وهو من الطباعة الفاخرة وبه 76 صفحة قطع متوسط حجم 14 × 20 و قد شارك هذا الديوان في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعامي 2011م و 2012 ضمن إصدارات الدار و أيضا في معرضي الشارقة و الدار البيضاء و قد سبق أن صدر للشاعرة ديوان آخر بعنوان همس المساءات الثلاث عن اللجنة الشعبية العامة للثقافة و الإعلام سابقا و يضم الديوان نصوصا صاغتها في قوالب متينة التوظيف و شديدة الاعتناء باللغة فيما تطرحه من أحاسيس و مشاعر حول الفقد و الغياب و الرهافة تجاه الإنسان او الحبيب المرتقب هي مشاعر رسمتها في ثلاث و عشرين قصيدة نثرية عزفت فيهم لحن المعاناة من غياب الحبيب و لوعة انتظاره في زمن لا يخلو من المصاعب و الاهات
.خاصة في قصيدتها ” فوح رحيلك “التي تقول فيها ”
اه من فراقك
يا همسي الحميم
و آه من سؤال آلمني
أغبت حقا ؟ ام الم الحياة
فرقنا و حر الجوى
لهذا الوجع أسلمنا ؟.”
هنا في هذا الديوان تحفر نفين عميقا في الذاكرة لترسم من خلال ريشتها عوالم معروفة و مطروقة تجعل القارئ يقف حائرا أمام أسئلة نصوصها ليطوف معها من خلال لغتها الشفافة الرشيقة التي تقطر حبا رغم ما فيها من الم و حزن ..
قصائد أغلبها قصيرة اعتمدت فيها نيفين على براعتها في التكثيف حد اعتصار الكلمات و الاكتفاء منها بالرحيق مثل قصيدة
“هو” التي تقول كلماتها
غياب
نزف شوقا
عند قارعة الجسد ”
و تشكيل أبجديتها التي لا تثرثر و لا تسهب بل تتسدد مثل سهم مارق لكنه السهم الذي يبلسم جراح و ألم الحياة و ليس السهم الذي يميت هي شاعرة كلماتها تنبض وجعا في قصيدتها” منى عائمة ” التي تقول
مؤلم
احساس الوحشة
ونحاول قتل الوقت
حجر الدقائق
لامتطاء الحلم
المتسرب بين الأصابع
نحو الفواصل
قلب يبكي و عين تدمع و روح تئن من همسات ليل سكونه وجع من فراق طال و أمل في العودة حيث قالت الشاعرة عفاف عبد المحسن عنها هكذا نيفين وردة لم يشم عطرها الزاكي الا من أدرك أن وراء صلابتها و تماسكها شفافية مبدع أوجعته الحياة حد الإعياء و أرهقته التفاكير حد التملص منها في معين الحب العذري غير المباح.
هذا هو تسابيح النوارس هو وجبة غذائية ثرية قدم لنا صورة واضحة عن الشعر النثري و عن براعة كلمات الشاعرة نيفين الهوني التي تحدت قيود الحياة بقبضة من أبجدية .
لنختم لكم عرضنا هذا بقصيدة “منام ”
نهضت باكرا
نظرت إليه بحب
أيقظته
ابتسم
اعتقدت …. و الحقيقة انه كان
يودع طيف عشق
مر في مدينته
عابرا ….
حنان الدامي .راديو صراحة اف ام تونس