(فسانيا/مصطفى المغربي) …..
ينطلق في منتصف مايو المقبل مهرجان تكريمي لرواد الأغنية اللبيبة على مدار اربعة عقود، المزمع اقامته بالقاهرة بجمهورية مصر العربية، يحييه عدد من الفنانين الليبيين من الجيل القديم والوسط والجديد في صورة تجسد تواصل الأجيال، إضافة لمشاركة فرقة حسن عريبي و25 عازف وعازفة، وفريق شهر زاد الاستعراضي، وعدد من المطربين والمطربات العرب، من بينهم الفنان مدحت صالح، والفنانة ليلى غفران، والفنان محمد الحلو وغيرهم .
المهرجان سيكون تحت عنوان “مهرجان ليبيا للإبداع في دورته الأولى – ملتقى المبدعين” يهدف في الأساس لتكريم ما يزيد عن 45 مطرب ومطربة في ليبيا من سنة 1950 وحى 1990، ممن كانت أغانيهم قد علقت في ذاكرة الأجيال جيل بعد جيل في ليبيا والوطن العربي، وساهموا في إثراء المكتبة الليبية والعربية بأغاني تجمع ما بين عراقة الزمن الجميل وأصالة العصر الحالي، بحضور لفيف ليبي وعربي ومن أهل الفن والثقافة والإعلام.
المهرجان الذي سيقام في الفترة من العاشر إلى الثاني عشر من شهر مايو المقبل، سيشهد إلى جانب الاجواء الاحتفالية الغنائية التكريمية الليبية، ندوات وورش عمل حول الأغنية الليبية في الماضي والحاضر والمستقبل، يشارك فيها عدد من الأكاديميين والمختصين في مجال الأغنية الليبية وكذلك صناعة المحتوى في مجال الأغنية الليبية.
وتقام هذه الأيام بالعاصمة المصرية القاهرة التدريبات الموسيقية بشكل يومي للفرق الموسيقية صحبة نخبة من المطربين الليبيين، الذين ساهموا في إثراء المكتبة الليبية والعربية بأغاني الزمن الجميل وإحياء الأغنية الليبية والمحافظة عليها ونشرها بالشكل الذي يليق بها كلمةً ولحناً وأداءاً.
وحول الدوافع لإقامة مهرجان لتكريم رواد الغناء الليبي بالقاهرة أوضح في تصريح خاص لصحيفة فسانيا عضو اللجنة العليا للمهرجان عن فئة الموسيقى “أ. عادل الجيلاني”، أن الهدف من ذلك يعود لعدة أسباب من أهمها التعريف أكثر بالأغنية الليبية في وسط فني يجمع كل العرب على مختلف ألوانهم الغنائية، وخاصة أن مصر كانت ولازالت بلد صناعة المحتوى، وهي البيئة الخصبة التي يقصدها كل المبدعين في الأدب والثقافة، وصناع الأعمال الفنية سواء كانت غنائية أو درامية أو وثائقية، كما أن هذا المهرجان سيعيد الحقوق لأصحابها من بعض الأغاني التي عرفها العرب عن طريق مشاهير تغنوا بأغاني لببيه ونسبوها لأنفسهم، وحان الوقت أن يعرف الجميع مصدرها وأصحابها، وخاصة أن بينها أغاني تراثية أصيلة، ثم أن المهرجان يصاحبه العديد من الندوات للتعريف بالمورث الثقافي الليبي، بحضور شخصيات فنية وثقافية من مصر والوطن العربي، وهذا الجمع من النخب يتواجد في معظم الأحيان بمصر.
وأشار ” الجيلاني” أن من بين أهداف المهرجان لم الشمل ومد جسور التواصل والتآخي والمحبة بين أهل الفن في ليبيا من مختلف مناطق ليبيا، والذين سيكونون حاضرين ومشاركين بفاعلية في هذا المهرجان الأول من نوعه، مؤكداً “الجيلاني” أنه سيكون بمثابة عرس ليبي بامتياز يمثل العراقة والأصالة للتراث الغنائي الجميل والتنوع العرقي والثقافي والحضاري في ليبيا .
هذا ويذكر ان هذا المهرجان يشرف على تنظيمه عدد من الأكاديميين ونخب فنية وثقافية وإعلامية ليبية، ومن رجال الأعمال الليبيين وعلى رأسهم السيد “إسماعيل اشتيوي” رئيس “مهرجان ليبيا للإبداع في دورته الأولى“، من منطلق حرصهم على إحياء التراث الغنائي الليبي والفن بشكل عام، ومن أجل الدفع بأصوات فنية جديدة تساهم في انتشار الأغنية الليبية، وحتى تتواصل الأجيال وتواكب التطور والتعامل مع التقنية وتقبل ثقافة الأخر، الذي يؤدي إلى البناء والتقدم ويقلل من صراع الأجيال، والاعتراف بالقدوة والمثال، فالحضارات دائماً تقام، وفق الاستفادة من إرث الأولين وأفكارهم والتي يأخذ الجيل الجديد خيرها ويطوره للأحسن والمفيد فالتقدم هو التكامل بين الأجيال .