سالم ابوخزام
الرعب النووي يسيطر على أوكرانيا ويطوقها ويهدد بقوة حقيقية حلف الناتو ويبدأ في زعزعة نفوذه وتراجعه العسكري من خلال المؤشرات الاقتصادية الرهيبة في تحول عملة الروبل إلى قوة اقتصادية ضاغطة في الاتجاه الآخر . .. بات من المؤكد أن الحرب التي تخوضها أوكرانيا بالإنابة عن حلف الناتو ستأخذنا إلى حرب أطول وأشد ، فالجانب الأوروبي دخل في إجراءات قفل الأبواب عن روسيا بطرد رجال السلك الدبلوماسي من إيطاليا وفرنسا والدنمارك وسيتم كر السبحة والبقية تأتي. هذه الخطوات تنم عن خطورة قفل وسائل الاتصال المباشر وتنم عن زيادة متصاعدة في الأعمال العدائية المنظمة ضد روسيا. المدهش حقا حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ، عن قدرة الأول في سحب بوتن إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاكمته كمجرم حرب !!
لأنه قتل الأطفال والشيوخ في أوكرانيا ، وكأن هذه الحرب الأولى التي يقتل فيها الأبرياء والعالم بأسره قد تناسى الشعب العراقي والليبي والفلسطيني ، حيث أبيدوا بطريقة سافرة . جو بايدن ينوي التعامل مع نظيره فلاديمير بوتن كرئيس لدولة من العالم الثالث !!
ويستطيع بكل صفاقة مواجهته بعدالة الأقوياء على الضعفاء ، فعليه أن يتذكر أن روسيا دولة نووية مرعبة تملك صواريخ القيامة القادرة على ضرب واشنطن ، ثم إن أمريكا ليست عضوا معترفا بمحكمة الجنايات الدولية أساسا !!
العالم كله ينتظر كيف ستتم محاكمة بوتن مع أكثر من سبعة آلاف رأس نووي قادرة على إفناء الأرض جملة وتفصيلا !!
لكن قبل ذلك العالم لازال ينتظر محاكمة من أمر بإلقاء القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي وحرق الأرض وأفناها لعدد من السنين ، لنسير معا وفق عدالة ومنطق واحد من أجل هذا العالم المضطرب على صعيد الإعلام والديمقراطية الكاذبة والخادعة تم طرد من كل الساحة الأوروبية قنوات (سبوتنك ، تاس ، روسيا اليوم ) بينما محطات ( البي بي سي ) تغطي وتستمد أخبارها وتحليلاتها من وسط العاصمة الروسية موسكو ، وهذا يقودنا لطرح سؤال هام ، لماذا لانبقي على التوازن الإعلامي بين الأطراف ، ونترك حرية الحكم للمتلقي وبحرية تامة؟ الإجابة بكل بساطة ويسر هذه هي ديمقراطية العالم الغربي وتلك أكاذيبه وفنون خداعه ، واضحة لمن أراد الفهم بكل موضوعية. هذه الحرب متوقع لها أن تكون طويلة ليغرق الجنود الروس بها ، كما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية استدراجهم ، لكن الروس أنفسهم يودون جعلها طويلة ووفقا لحساباتهم الدقيقة لأجل انهيار أوروبا وإغراقها اقتصاديا ، فقد زادت مؤشرات النفط والغاز والكهرباء والمواد الأساسية ، والخاسر الوحيد هو الإنسان الأوروبي. بالمقابل ارتفاع سعر برميل النفط الروسي إلى مئة وخمسة دولارات والغاز يتصاعد إلى ضعفه الثالث ، وهذا أدى إلى انفراج لم يسبق له مثيل في خزائن روسيا وبنكها الاتحادي واستطاعت تسديد كل مستحقاتها وزادت بشكل لافت قيمة الروبل الروسي . علينا أن نعرف ونتفهم سبب إقدام السياسة العربية الخارجية على زيارة روسيا بوفد يتكون من أربعة وزراء للخارجية بينهم الجزائر ووزير خارجية مصر سامح شكري ، في رسالة واضحة وصريحة بدعم الموقف الروسي وضرورة شد أزره ، وهذا الموقف سيتطور وينعكس على كل منطقتنا العربية لاحقا . إن ما سيحدث هو تغير في خرائط العالم وسياسات جديدة ستفرض بسبب قوة وحنكة الدب الروسي الجامح الذي يدير المسألة بفكر دقيق ، بينما زلينسكي ترتعد فرائسه ويموت أكثر من مرة في اليوم الواحد بعد أن تركه الغرب والولايات المتحدة الأمريكية يواجه مصيره ، فقط قدموا قليلا من التصريحات وكثير من الكلام ودعم غير كافٍ في مواجهة فلاديمير بوتن وآلته الحربية المستعدة والمدمرة من أجل بناء شخصية روسية جديدة تشارك بقوة في صناعة عالم جديد. على العالم بأسره أن يعرف قوة التدمير الهائل الذي حصل بأوكرانيا خاصة في مجال البنى التحتية وملايين النازحين والمهاجرين إلى أوروبا واحتياجاتهم. فوق ذلك كله لن تعود قوة التدمير في الشعب الأوكراني وتمزقه إلى أجزاء وانفصاليين ونازيين جدد خاصة في دومباس ، وأوكرانيا لن تعود كما كانت أبدا. ولن تكون بحياد فنلندا أو الدانمارك كما تصور الرئيس الأوكراني زيلنسكي ، فأمس لن يأتي نهائيا !!
إن الطائرات التركية بدون طيارين التي وصلت إلى أوكرانيا وعن طريق الأموال القطرية الرهيبة ، قرأها الروس ووزير الدفاع وسيتكفل الرد على دولة قطر في الوقت المناسب ، وأظنه قبل مسابقة كأس العالم هذا العام ، فالعالم ليس في حاجة لكأس للعالم بدون روسيا وعلينا جميعا انتظار قفزة الدب !! .