” ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍلله ﻋﻨﻪ أﻧﻪ ﻗﺎﻝ: خرﺟﺖ حاجاً ﺍﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍلله ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ ﻣﻦ ﺍلأﻋﻮﺍﻡ” فبينما أﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭإﺫﺍ برجل ﻳﻤﺸﻲ ﺑﻼ ﺯﺍﺩ ﻭﻻ ﺭﺍﺣﻠﺔ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ” ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻓﻘﻠﺖ له: – من أﻳﻦ أﻧﺖ ؟!
ﻗﺎﻝ:- ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ . ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻭﺍﻟﻰ أﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪ ؟! ﻗﺎﻝ: إﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ . ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻭأﻳﻦ ﺍﻟﺰﺍﺩ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻋﻠﻴﻪ . ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : “إﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ إﻻ ﺑﺎلمأﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﺏ” ﻓﻬﻞ ﻣﻌﻚ ﺷﻲﺀ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﺗﺰﻭﺩﺕ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻱ ﺑﺨﻤﺴﺔ أﺣﺮﻑ ﻓﻘﻠﺖ : ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻗﺎﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ((ﻛﻬﻴﻌﺺ)) ﻗﻠﺖ : ﻭﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ “ﻛﻬﻴﻌﺺ” …. ﻗﺎﻝ :- أﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ( ﻛﺎﻑ ) ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ…. ﻭأﻣﺎ (ﺍﻟﻬﺎﺀ )ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ.. ﻭأﻣﺎ (ﺍﻟﻴﺎﺀ )ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺆﻭﻱ…. ﻭأﻣﺎ (ﺍﻟﻌﻴﻦ) ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ…. ﻭأﻣﺎ (ﺍﻟﺼﺎﺩ) ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ…. ومن ﺻﺤﺐ : كافياً ﻭﻫﺎﺩياً ﻭمؤﻭياً ﻭﻋﺎلماً ﻭﺻﺎﺩقاً ﻓﻼ ﻳﻀﻴﻊ ﻭﻻ ﻳﺨﺸﻰ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ”
ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ : ﻟﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻧﺰﻋﺖ ﻗﻤﻴﺼﻲ لأﻟﺒﺴﻪ ﻟﻪ فأﺑﻰ أﻥ يلبسه ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺷﻴﺦ . ﺍﻟﻌﺮي ﺧﻴﺮ ﻣﻦ قميصك. فاﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻼﻟﻬﺎ ﺣﺴﺎﺏ ﻭﺣﺮﺍﻣﻬﺎ ﻋﻘﺎﺏ ﻭﻛﺎﻥ إﺫﺍ ﺟﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﺮﻓﻊ ﺭأﺳﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ: وﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻦ ﻻ ﺗﻨﻔﻌﻪ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﻻ ﺗﻀﺮﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻫﺐ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﻭﺍﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻀﺮﻙ… ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺣﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﺒﻮﺍ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻟﻢ ﻻ ﺗﻠﺒﻲ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺷﻴﺦ . أﺧﺎﻑ أﻥ أﻗﻮﻝ ﻟﺒﻴﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ لي (ﻻ ﻟﺒﻴﻚ ﻭﻻ ﺳﻌﺪﻳﻚ لن أﺳﻤﻊ ﻛﻼﻣﻚ ﻭﻻ أﻧﻈﺮ إﻟﻴﻚ”) ﺛﻢ ﻣﻀﻰ ﻋﻨﻲ ﻭﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺑﺼﺮﻱ ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ الا والناس يذبحون الضحايا …
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ إﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﺑﺤﻮﺍ ﻭﺗﻘﺮﺑﻮﺍ إﻟﻴﻚ ﺑﻀﺤﺎﻳﺎﻫﻢ ﻭﻫﺪﺍﻳﺎﻫﻢ ﻭأﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ سوى نفسي أﺗﻘﺮﺏ بها إﻟﻴﻚ ﻓﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻨﻲ – ﺛﻢ رفع بصره إلى السماء وهو يبكي ثم ﺷﻬﻖ ﺷﻬﻘﺔ وخر ميتاً ﺭﺣﻤﻪ ﺍلله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺠﻬﺰﺗﻪ ﻭﻭاﺭﻳﺘﻪ التراب … !؟ (وﺑﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺘﻔﻜﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻓﻲ المنام ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﻓﻌﻞ الله ﺑﻚ ؟! ﻗﺎﻝ : ﻓﻌﻞ ﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﺪﺭ ﻭﺯﺍﺩﻧﻲ” ﻗﻠﺖ : ﻟﻢ ﺯﺍﺩﻙ؟! ﻗﺎﻝ:ﻷﻧﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﺑﺴﻴﻮﻑ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺘﻠﺖ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭ.) (كتاب ﺭﻭﺽ ﺍﻟﺮﻳﺎﺣﻴﻦ “ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍالشافعي” )