- طارق عمر منصور
إذا اختلفنا حول إمكانية وصول فايروس كورونا إلى ليبيا فإننا حتماً سنتفق تماماً على أن فزان هي الحلقة الأضعف والأكثر عرضة لاستباحة الفايروس إذا ما جاوز الحدود الليبية . المنافذ الجوية شبه معطلة في الجنوب والتي تعمل منها بالكاد تستطيع تسيير الرحلات الداخلية مع المدن الليبية ولذلك لا خوف منها مع التأكيد على ضرورة أن تتخذ فيها الإجراءات الاحتياطية اللازمة . لكن المعضلة الأكبر والتي لا يبدو أن باستطاعة أحد التصدي لها في الوقت الحاضر هي المنافذ البرية التي تمتد على مدى آلاف الكيلو مترات وهي غير خاضعة لأدنى مستويات الضبط والرقابة . عبر هذه المنافذ يتدفق بشكل يومي آلاف البشر من مختلف الجنسيات دون معرفة الدول التي كانوا أو حتى تلك التي وصلوا منها ثم ينتشرون في مختلف المدن والمناطق الليبية ويخالطون الليبيين الذين يفتقرون أساساً لأبسط أنواع وخدمات الرعاية الصحية . ليس في الأمر أي نوع من التهويل والمبالغة فهذا الوباء ينتشر في الأنحاء بسرعة انتشار النار في الهشيم ولعلنا نشاهد هذه الأيام دول العالم وهي تعلن حالات الطوارئ وتتخذ كافة إجراءات الوقاية وتباشر على الفور بإغلاق حدودها البرية مع جيرانها لمجرد الاشتباه بوجود حالة إصابة عندهم وتلغي الكثير من الرحلات الجوية وتحجر على الكثير ممن يصلون إليها صحياً حتى يتبين لها خلوهم من الفايروس . ولا مجال هنا للتعويل على الحكومة الليبية البعيدة عن فزان حضوراً وجغرافية بل على ما يمكن أن تقوم به السلطات المحلية من بلديات وأجهزة أمنية ومرافق صحية ومنظمات مجتمع مدني لاستباق أي خطر محتمل . وأضعف الإيمان في هذه الحالة هو السيطرة على مداخل ومخارج المدن الجنوبية وإخضاع الوافدين إليها للكشف الطبي الاحترازي واتخاذ ما يلزم إذا تم اكتشاف الحالات المصابة . هذا نداء نوجهه لكل مسؤول خدمي أو أمني أو صحي في كل مناطق فزان لسرعة التحرك واتخاذ ما يلزم للوقاية من فايروس كورونا .