كورونا ووهان يهدد العرب

كورونا ووهان يهدد العرب

  • عبدالواحد حركات

وربما سيتمنى الرئيس “شي جين بينغ” لو كان عدد الصينين 22 مليون فقط، ليتمكن من حجز كل ميلون في مقاطعة ويرتاح، فتكاليف مكافحة وباء في الصين ستكون مرتفعة جداً، و حجز 0.185 من سكان العالم ستكون له آثار وخيمة على الاقتصاد والسياسة الدوليين، وتبدو عودة الإسكندر المقدوني لاستئناف عمله ورفع سور الصين إلي عنان السماء لمنع الملاحة الجوية أمر جنوني، فإغلاق روسيا وكازاخستان حدودهما البرية مع الصين أمر رهيب، وتعليق أو تقليص رحلات شركات طيران عالمية إلى الصين مثل شركات “إير فرانس” الفرنسية وبريتيش إيرويز البريطانية ولوفتهانزا الألمانية، وشركة إيبيريا الإسبانية و ليون إير الأندونيسية والخطوط الجوية الأوكرانية الدولية وشركة “سكاي أب” الأوكرانية، وإير أوسترال الفرنسية وشركة “أورال إيرلاينز” الروسية وشركات الخطوط الجوية الإيطالية والخطوط الملكية المغربية، وشركة “كي إل إم” الهولندية ويونايتد إيرلاينز الأمريكية وكاثاي باسيفيك و شركة “فين إير” الفنلندية و شركة “إل عال” الإسرائيلية، يؤكد انتشار الأزمة الاقتصادية في أغلب بلدان العالم، فقد تضررت أكثر من 2500 شركة عالمية من انتشار فيروس كورونا الجديد، وشرعت بعض الشركات العملاقة بإغلاق فروعها العاملة بالصين مثل شركات آبل و جوجل وستاربكس وماكدونالدز، فكورونا ووهان نال من الجميع فلم تسلم منه التكنولوجيا أو الأغذية أو الطيران أو الملابس أو السياحة أوالسينما. الدول العربية متضررة ولكنها صامتة أو لا تدري بتضررها ، فالاقتصاد العربي عموما ناله بعض الركود بسبب انتشار فيروس كورونا في الصين، إذ أن أغلب الأسواق العربية تعتمد على البضائع الصينية وشركات الاستيراد شكلت على مدى عقود ذائقة منخفضة للمستهلك تتناسب مع البضائع الصينية الرخيصة، لذا ستشهد الأسواق في المنطقة ارتفاعا للأسعار بسبب زيادة التكلفة، فحجم التبادلات العربية مع الصين كبير، وارتباط أقوى الاقتصادات العربية بالاقتصاد الصيني مشيمي ووثيق، إلى جانب تواجد العديد من الشركات الصينية في كامل المنطقة العربية، بالإضافة إلى وجود نشاط مهم لرأس المال العربي في البورصة الصينية وتجارة المعادن الثمينة. كورونا ووهان سيجبر المستثمرين والتجار العرب على تغيير وجهتهم إلى بدائل جديدة عن الصين، ولن يكون الخيار سهلاً في وجود التوترات السياسية وحالات النزاع الإقليمي، فالخيار التركي تحوطه محاذير سياسية كثيرة، والخيار الإيطالي يستوجب تغييرا كبيرا لأنواع ومستوى السلع وأسعارها، والخيارات الأوروبية الأخرى والأمريكية والروسية ستكون مرتفعة التكلفة، وتذليل الصعاب وإدارة الأزمات يحتاج إلى إدارات اقتصادية قوية للشركات وكذلك للحكومات، لذا لاشك أن الكارثة التي تواجهها الصين ستنزل على رؤوس العرب مباشرة فليس لهم ما يقيهم عنفها أو يحجبها عنهم، فالاقتصادات العربية بلا استثناء اقتصادات ريعية والحكومات العربية مفرغة من القدرات الاقتصادية الفذة، وعمومها حكومات أقوال ولَوْكُ حديث لا أكثر.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :