- آية ممدوح
القراءة فى كونها مفيدة أو كونها عادة ينصح بها لم تروج لنفسها بالشكل الكافي، بالأخص فى مجتمعاتنا العربية . و انتصرت سلع أخرى على الكتاب منها النافع و التافه ، إلا أن هناك جوانب لا تؤخذ فى الاعتبار حين يتحدث المثقفون و غير المثقفين عن أهمية القراءة . أشياء لم يتم فتحها للنقاش من قبل الحكومات و مشرفي الثقافة و العاملين بمراحل عمليات النشر الخاص و أخيراً المؤسسات التعليمية .
القراءة علاج .
نعم القراءة قادرة أن تعالجك من أمراض تعرفها و أمراض لا تعرفها . لن نذكر و حسب هنا استخدام بعض الأطباء النفسيين للكتب حتى يساعدوا مرضاهم على إسقاط ما فى أنفسهم و الاطلاع على حيوات لشخصيات مختلفة تخوض صراعاً مشابهاً لما يعانون فى حياتهم .
و هذا يكون علاج المريض دون دواء أو تدخل فى حياته بالنصيحة الصريحة . و وجدت حالات تؤكد على التعافي من التعب و الأرق وآلام جسمانية بعد مطالعة الكتب بالأخص الأعمال الأدبية . و لن نذكر لك فقط العبرة و العظة التى يتلقاها أبناؤك أو أبناء آخرون فى رياض الأطفال من خلال قصة تروى لهم على لسان عرائس ماريونت تبسط لهم درسًت في القيم أو تحكي قصة من سالف العصر و الأوان و هو درس خرج من نفس الكتاب المهمل أسفل التراب فى مكتبتك. و لن نذكر فقط أنك تمد أذنيك ناحية العاملين بمهن مختلفة فى دائرتك الصغيرة لتحصل على معلومات من خبراتهم التي مرت عليهم توصلك إلى مآربك و تقيك غدر غادر أو تنفع بها نفسك أو أحدا من محبيك . و كل هذه الخبرات هى فى رحم كتاب و ميلاد قراءة . لكن أيضا سنذكر أن كل أعلام الأمم أصحاب المقامات المرتفعة من مخترعين و عظماء و أصحاب استثمارات هم من القراء بكثرة و كم منهم قال أهمية القراءة بالنسبة لحياته و نجاحاته . ” اقضي كثيرا من الوقت في القراءة ” ( رجل الأعمال بيل جيتس ) .
” القراءة هى وسيلة لي لأوسع عقلي و أفتح عيني و أملأ قلبي ” ( الإعلامية أوبرا وينفرى ) . ” أنا أحب القراءة . أريد أن أنصح المزيد من الناس أن يقرأوا . هناك عالم جديد بأكمله فى الكتب . إن كنت لا تستطيع تحمل السفر تستطيع أن تسافر بعقلك عبر القراءة . يمكنك رؤية أي شيء و الذهاب لأي مكان تريد فى القراءة ” ( مايكل جاكسون ) . و سنذكر أيضاً أن أشد ما تتعلق به من أمور كديانتك مثلا نتج تعلقك بها عن قراءتك نصوصها المقدسة و أكثر و أكثر ان كنت على دين ” اقرأ باسم ربك الذى خلق ” .
تعلقك و حبك لأقربائك هو حب مدعوم بالنصوص و العبارات . كلمات عن فضل الأم و أخرى عن رعاية الأب و أخرى عن سند الأخوة و غيرها أخرى … تلك هي التي ترددت على مسامعك و شكلت مشاعرك تجاه أقرب الأشياء اليك . نصوص عاشت أزمنة و أزمنة . القراءة كعادة لك تزود من اعتمادك على نفسك فى التفكير و تساعد على تحررك من قيود لا تنفعك و تقيم فى ذهنك احتياطات واجبة لسلامة حياتك . بشكل عام يمكن أن نقول إن القراءة ككل ستلخص معاناة الإنسان السابقة و تترك مجالا لأن تتداعى الحلول لتلك المشكلات فى أذهان المثقفين و البسطاء بعدها يخلق إنسان جديد ذو معاناة أقل و أقل إلى أن تصير ما تصبو إليه البشرية السعادة من بعد السلام المنحقق. . ” قارىء اليوم قائد الغد ” . ( مارجريت فولر صحفية أمريكية )