عيسي رمضان
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عن ظاهرة وصلنا إليها الآن فقد قال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رؤوسا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا) رواه البخاري. وهؤلاء هم أنصاف المتعلمين أنصاف المدعين لكل ثقافة أو علم زوراً المثال:الشيخ يستعمل (العادة محكمة) لكنه في الحقيقة لا يعرف مواطن توظيفها!.. القارئ:
يستعمل هذا (أسلوب الرواية) وهو لا يتقن الروايات. الطبيب: يستعمل كلمة مصطلح (التداخل الدوائي) لكن في الحقيقة هو لا يعرف معناه .. فأصبح الجميع كالخوارج ومن يدعي نفسه على أثر النبي صلى الله عليه وسلم .. الخوارج أخذوا آيات الوعيد وتركوا آيات المغفرة. الذي ظن نفسه على خطى رسول الله أخذ بظاهر النص ولم يفقه المقصد .وتصفحوا الفيسبوك تجدوا ما أتحدث عنه. فالجميع يعرف كل شيء عن كل شيء، في السياسة، في الدين، في الطب، في الميكانيكا، فلا أحد يحترم المهنة ولا أحد يحترم التخصص. افتح أي مسألة كانت تجد الجميع يدلو بدلوه. والأدهى من ذلك تجد الشتم المغلف تجد التحقير المبطن تجد السم في الدسم. فلو أن الله أطلع على عباده ما في قلوب بعضهم البعض لما دفن أحدٌ أحداً أبدا… وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :”لو تكاشفتم ماتدافنتم” وهذا ما يجعل القلب يبكي دما على هذا الحال. الجميع ظن نفسه محنكاً! فصار الجميع أطباء والجميع فقهاء والجميع سياسيون وهذا الأمر هلك به العباد والبلاد. (فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ…)