لا أريد الخروج منك

لا أريد الخروج منك

محمد بن جماعة

يدور الكلام حول نفسه

يتخثّر الصّوت

تقع نبرته الرّخوة

عند حشاشة الرّغبة..

وهل من فائدة لإطالة التفكير

في أخذ مقعد هنا أو هناك؟

في هذه المظنّة لا نفع سوى أن أراك

وردة صفراء تطفو على قدحي

فلماذا لا تكونين أحيانا

خالية المعنى..

كتلك الشجرة التي

تثمر شهوتها الخضراء

وتتخلّى عن بعض ورقها

وأغصانها..

هذا ظلّك يميل نحوي

أنا الجالس عند كفّيك

وفي هذا المكان ضيق ولود..

وسع كلّ تمام منك

ما كلّ مرّة نشعل المصباح

العتمةُ نور السّواد

حديث اللّمس يشحذنا

فترسل الطّرائد روائحها

وتهمس: إنّي أعود..

وأكرّر كتابتك لأحسّ الحياة

السّكون حجرٌ رخام

والطّمأنينة في القلب

والحبّ في عطر يصل..

لا ذاكرة عندي دون الوردة التي

أتلقّفها بشغف المساء

ولهفة السّحَر..

أقصى المعاني التي تجمعنا

لا عطالة في حركة الحبّ

وإن أبطأت..

كلّما أقول لك

أخرجك من هذا العالم

نحلّق وسط الغيمتين..

كلّما التقينا

يصير النّظر نحو المساحات المكشوفة

في عينيك يثير فضولي..

أتيه عند مدخل مدينتك البكر

ربّما أتخيّلني

أو أتمنّى أن أكون

جرسا عظيما لا تنتهي

دقّاته..

ثمّ كمن يمسك بذنب سمكة

تستقيم وتتثنّى لتقفز إلى الماء..

وكان بيدي الأمر

إذ رسمتك على سماء

طريقي

ملامحك المتعبة..

لا أريد أن أنظر إلى يديك

فأنسى.. بل أقتل باقي

أزهارك وغلالك التي عرّشت فينا

وكلّ الحديقة والسّور..

وأردم جالبة الماء

وأنا لا اريد الخروج منك !..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :