زكريا العيساوي
كَأيّامٍ بِلا مَعْنَى، يَمُرُّ
يَجُرُّ ضَياعَهُ فيمَا يَجُرُّ
لَه قَلْبٌ كمَا البَلّوْرِ صَافٍ
وهَذَا الدَّهْرُ خَدْشٌ مُسْتمِرُّ
كَأَنّ ولا كَأنّ، لَهُ حَيَاةٌ
كأَنّ ولا كأنّ، لَهُ مَقَرُّ
وَيحْسَبُ
أنّ دُنيَا النّاسِ جَيْشٌ يُحارِبُه،
وأنّ الحَرْبَ عُمْرُ
وأنّ بِلادَهُ مهْمَا اخْتفَتْ
سوْفَ تَكْشِفُهَا دُمُوعٌ لا تَقِرُّ
فيُزهِر حينَ يبْكِي، كاليتَامَى
ولكِنْ همْ -وقَدْ سَبَقوهُ- زَهْرُ
فإذْ يمْشِي إلَيْهِ، فهُمْ سَبِيلٌ
وإذْ يمْشِي إلَيهِمْ، فهْوَ جَمْرُ
بَلاغَتُهُ حَماقَتُهُ
وَكُلّ الكَلامِ قُبَيْلَ أنْ يَنَوِيهِ
شِعْرُ
كَذاكَ السِّجْنُ سمّاهُ سَجِينٌ
وقَبْلَ الاِسْمِ كانَ يُقَالُ: حُرُّ
ولَوْلا قَلْبُهُ السِّرِّيُّ مِمّا أحَسّ
لَسَاحَ منْ عَيْنيْهِ
ذُعْرُ
ولَكِنْ لا لِشَيْءٍ ظَلَّ يَحْيا
سِوَى أَنّ الحَيَاةَ هِيَ المَفَرُّ..
المشاهدات : 67