مواسم الذاكرة 

 مواسم الذاكرة 

علي وهبي دهيني

أبصرتُ في عينيكِ وحيًا مُنْزَلا

يشدو على وترِ الحروفِ مُبسمِلا

حاصرتُ روحيَ في اتساعِكِ موقِنًا

في جَنَّتي تُفاحَةٌ لن تُؤكلا

فهنا يَشقُّ الشعرُ بحرَ  بقائِهِ

وهنا يُطوِّقُني الحنينُ مُقبِّلا

وهنا سأكْشِفُ للقصيدةِ وجهَهَا

وأُطِلُّ من غيمِ المجازِ تأمُّلا

هاتي يديكِ الآنَ واحترقي معي

موتُ الغرامِ بأنْ يكونَ مؤجَّلا

عمّانُ ضُمِّيني لحضنِكِ شاعراً 

إنِّي وجدتُكِ للثقافةِ موئِلا

ووجدتُ فجرَكِ لليقينِ إجابةً

فأمرتُ ليلَ الشَّكِّ ألاَّ يَسألا

لكِ أن تُعيري للفصولِ مَدامِعي

وخُذي عيونيَ فوقَ رَمْلِكِ مَشْتَلا

أنا صورةُ الوجعِ الثقيلِ كطِفلةٍ

تبكي من اللاشيءِ حتَّى تَذبُلا

أنا ألفُ نهرٍ قد تشرَّدَ ماؤهُ

فأتيتُ أسرقُ من صُواعِكِ جَدْوَلا

أمشي وتتبعُني الطريقُ بلا صدًى

خَطْوي من الضوءِ العصيِّ تشكَّلا

وأتيتُ أرسُمُ غيرَ موطنِنَا الذي

ثَقُلَتْ خُطاهُ وصارَ صُبحاً مُهْمَلا

وطنٌ يغربلُني بلونِ دُخَانِهِ

ويمدُّ عينًا .. للمدى  مُتذلِّلا

والنَّايُ والليلُ المُعَتَّقُ والنَّدى

أضْحَتْ تجاعيدًا وصمتًّا مُوحِلا

عمّانُ جئتُكِ حاضنًا في خافقي

شيخَ الطريقةِ .. ما أتيتُكِ أَعْزَلا  

وحملتُ قِنْديلَ التقائِكِ في يدي

لِأُضيءَ أرْوِقَةَ الكلامِ وأدخُلا

لي من سمَارِكِ ما تشاءُ قصائدي

أصبو فأرتجلُ المكانَ قُرنْفُلا

عمّانُ شعريَ غيمةٌ منسيِّةٌ

كوني لذاكرةِ المواسمِ مَدْخَلا

وتنفَّسي فرحي .. كشهقةِ عازفٍ

كحفيفِ أُغْنيةٍ .. لأغدو الأجملا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :