بقلم :: إبراهيم عثمونة
– أوووو لو كنتُ أعرف أنك تباوية لكنتُ قد القيتُ قبعتي أمام قدميك
هكذا قال لها وهو يتقدم منها معتذراً عما بدر منه عند مدخل جامعة سبها
في حين ابتسمت هي في وجهه وظهرت لجة أسنانها ناصعة البياض.
كانت سمراء نحيفة وطويلة وممشوقة القوام ككل التبو
لا يُحب هذا الرجل التبو وحسب بل يُحب كل تلك الأقوام التي تنحدر من الجبال
يُحب الأكراد والجزائريين والزنتان والأفغان ويحب حتى الصرب رغم وقاحتهم ، في حين تجده لا يميل إلى صداقة سكان الجزر ، وربما لو صنف الناس والأجناس لوضع سكان الجزر في أسفل القائمة ، وتأكد ذلك الشعور عنده يوم حطت بهم طائرتهم المخطوفة على أرض مطار مالطا وعاملتهم هذه الجزيرة بازدراء . يومها خالت له الجزر كما لو أنها بقايا وفضلات من عجينة الأرض رماها الله في البحار والمحيطات.
لم تسمح لهم مالطا بفتح ابواب الطائرة حين عرضت على الخاطف التباوي التزود بالوقود والطيران واختطافهم إلى مكان آخر . رفض التباوي ورفض الركاب ووقفوا في الممر بين مقاعد الطائرة ، وبعد أكثر من ساعتين فتحت لهم الابواب على مضض…….
كان ذلك التباوي أكثر انسانية ونبلاً من مالطا
كان كالجبل وكانت هي جزيرة