لا يصرف شرور الخلق إلا الله

لا يصرف شرور الخلق إلا الله

الإنسان ضعيف بطبعه, تحيطه الشرور من كل جانب, ولا يحول بينها وبين الوصول إليه إلا خالق الكون وفالق كل شيء سبحانه.

الله الخالق العظيم فالق الإصباح وفالق الحب والنوى مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي سبحانه, صاحب القُوى والقُدر.

لا يصرف عن المؤمن شرور الخلق إلا الله

لا يصرف عن المؤمن كل الشرور العلوية والسفلية, من مصائب وكوارث ومهالك إلا الله الملك الجبار سبحانه.

لا يصرف عن المؤمن شرور  الأنفس الشح والشريرة أصحاب السحر والكهانة والنفث في العقد إلا الله تعالى.

لا يصرف عن المؤمن شر عينه وشر أعين المحيطين إلا الله تعالى.

قال تعالى:

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} [الفلق]

قال السعدي في تفسيره:

أي: {قل}  متعوذًا { أَعُوذُ }  أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم  { بِرَبِّ الْفَلَقِ}  أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.

 {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ }  وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها،

ثم خص بعد ما عم، فقال:  {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}  أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.

{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.

{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}  والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.

ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله].

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :