لا يغني حذر من قدر….!!

لا يغني حذر من قدر….!!


د-أحمد الأزهري
ولأن كثيرا من الناس يغالي في حماية نفسه من الموت ولو على حساب موت الناس جميعا ظانا ان حذره يغنيه من قدره …


فإني أسوق إليه وإلى أمثاله هذه الآية لعله يعتبر:-
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ

يقص تعالى علينا قصة الذين خرجوا من ديارهم على كثرتهم واتفاق مقاصدهم، بأن الذي أخرجهم منها حذر الموت من وباء او طاعون أو غيره، يقصدون بهذا الخروج السلامة من الموت، ولكن لا يغني حذر عن قدر
فأماتهم الله مع حذرهم وفرارهم من الموت ثم أحياهم لطفا بهم ورحمة وليكونوا عبرة لأنفسهم ولغيرهم ممن يأتي بعدهم فيريد أن يفعل مثلهم

هذه الآية عبرة لمن يظن أنه يستطيع ان يقف امام الموت بقوته او ذكائه أو حتى خوفه وفراره

فمن جمع كمامات وكحولات السوق خوفا من الموت فحرم منها غيره فلن يغنيه من الله شيء إن حان أجله

ومن طلب منه البقاء في بيته فخرج من غير ضرورة متحديا ومتخيلا أن صحته تقيه من العدوى فهو آثم مذنب وربما أخذ من مأمنه

ومهما كنت رئيسا او وزيرا او حتى طبيبا فلن يؤخرك عن أجلك منصبك او جاهك او مالك أو حذرك أو علمك وتخصصك أو ذكاؤك ولن يقدم أجل الباقين فقرهم وضعفهم

لن يجدي الآن ان تذهب خارج البلاد لتجد علاجا لانك غني.. ولن يضر الفقير الآن ان يعالج في المستشفيات العامة التي ليس فيها حتى أدنى ادوات السلامة

الله سبحانه يرسل لنا آياته ليعتبر المعتبرون
وليبهت الملحدون
وليخرس العلمانيون
ليقول لك
خذ بأسباب السلامة فقط لان الله أمرك بالأخذ بها
ولا تتعلق بها لأنها لا تغني عنك من الله شيئا


شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :