زكريا العنقوي.
كان زعماء الكتل اللبنانية وأمراء الحرب زمن الحرب الأهلية باجتماع متأخر ببيت أحدهم ( يبدو أن السهرة كانت بكرابيجها ) ففي نهاية الاجتماع اتضح لهم أنهم قد توصلوا لقرارات مهمة بالنسبة للشأن الداخلي اللبناني لكنهم نسوا تسجيل محضر اجتماع لتلك القرارات. بطريقهم للخروج ارتبكوا فأخذ كل منهم يسأل الآخر هل دونت محضر الاجتماع فأجاب الكل ب (لا ) كان (وليد جنبلاط ) الوحيد الذي لم يغادر مقعده بعد حين اكتشف ربكتهم بالباب تلك فسألهم ـ شو صاير معكم ؟
فأجابوه بأن الحديث أخذهم بالسهرة ولم يدون أي أحد منهم محضرا لاجتماعهم ولم يدون أحد ولا حتى سطرا واحدا لما اتفقوا عليه وماوصلوا إليه من نتائج . – لم يتفاعل وليد بيك معهم في مشكلتهم وأجابهم وبكل برود ـ وين المشكل وليش كل هالهرجة اتصلوا بـ (جوني عبدو ) أكيد جماعتوا مسجلين كل الحكي ينسخولكم ع الورق كل الحديث الذي دار بيننا وفي الصباح يعطيكم محضر كامل بكل الذي اتفقنا عليه بل والذي لم نتفق عليه حتى… كان (جوني عبدو ) حينها مدير المخابرات اللبنانية ورئيس شعبة الأمن الداخلي ، وحين سئل بعد ذلك بفترة وببرنامج للصحفية القديرة (جيزيل خوري) عما حدث تلك الليلة وما مدى مصداقية تلك القصة فأجاب جوني وبكل ما يحمله اللبنانيون من صراحة وروح مرحة إيه صارت هالحكاية وتماما كما يرويها ويعرفها اللبنانيون .
فسألته جيزيل وهل فعلا اتصلوا بك ؟ فأجاب جوني فعلا اتصلوا بي وبالليل وكان وليد بيك ع حق فقد وكان أفراد المخابرات اللبنانية وشعبة الأمن الداخلي قد تنصتوا ع كل ما دار في ذلك الاجتماع ووثقوه بالتفصيل الممل … وحين اتصل بي الجماعة وشكولي من عدم تسجيل محضر لاجتماعهم ذاك فأمرت جماعتي بتفريغ التسجيلات التي لدينا على الورق وفي الصباح زودتهم بمحضر كامل لكل واحد منهم محضر لم ينقصه حرف واحد من كل ما دار في اجتماعهم ذاك من حديث.