________________محمود السوكني__
رغم التصريح المتفائل للمتحدث الرسمي بإسم الخارجية الأمريكية بشأن رغبة وزير دفاع حكومة النتن في التوصل إلى حل دبلوماسي مع حزب الله عوضاً عن المواجهةالعسكرية ، إلا أن طبول الحرب يتردد صداها في الاجواء وإنها إن لم تكن قد بدأت مع صدور هذا العدد فهي حتماً على الابواب ، تنذر بحرب لا هوادة فيها ستأتي على الأخضر واليابس في بلد يعاني من مشاكل لا حصر لها .
جيش الإحتلال الذي يقوده النتن المعتوه عازم على خوض الحرب التي يعتقد أنها كالتي يخوضها حتى اللحظة في غزة بدعوى إنهاء المقاومة وتصفية حركة حماس وهو وإن أحدث ضرراً بالغاً في صفوف المقاومة إلا أنه حتماً لا يؤثر قيد أنملة في العقيدة الراسخة في قلوب وعقول أفرادها ؛ لقد تكبد العدو خسائر فادحة في صفوفه وعتاده من أجل إنهاء المقاومة رغم أن كل المعطيات كانت تراهن على نجاحه في ذلك دون خسائر تذكر أو هكذا اجمعت التوقعات ، فالفارق شاسع في القوة ، والمقاومة على قلة عددها محصورة في زاوية ضيقة محكمة الإغلاق ومع ذلك فقد اثبت رجال المقاومة قدرتهم على إسقاط كل الحسابات والنيل من المستعمر وتكبيده الخسائر التي يخشى الإعلان عنها تفصيلاً .
مع حزب الله ، سيختلف الأمر كثيراً ، فمواجهته عسكرياً تعني حرباً مفتوحة مشرعة لكل الاحتمالات ؛ حزب الله لا يدافع عن عقيدة يعتنقها ويصد عدواً يستهدف أرضه فحسب لكنه وكيلاً معتمداً لدولة إسلامية قوية تقترب بسرعة من إمتلاك السلاح النووي وهو ما يشكل خطراً يهدد أمن المنطقة برمتها ويؤثر سلباً على السلم العالمي ، أي أن الحرب لن تكون بين طرفين محددين بل أنها ستكون مظلة لقوى خارجية تهتم بالمنطقة أكثر من إهتمامها بطرفي النزاع . إدارة بايدن لم تتأخر في الإفصاح عن عزمها مساعدة جيش الإحتلال (أمنياً) في صدامه بحزب الله الأمر الذي يخالف ما تعلنه عن سعيها لوقف إطلاق النار في غزة ! لكنها لعبة الانتخابات التي تدور رحاها هذه الأيام في الولايات المتحدة الأمريكية وتطلُّع الثنائي بايدن/هاريس إلى تمديد فترة بقائهما في البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة ، وهو ما لن يحدث إلا بإرضاء اللوبي الصهيوني المتحكم في أصوات الناخبين عبر الشركات الكبرى والمؤسسات العملاقة التي تدير الإقتصاد الأمريكي .
من جهتها ، لن تتخلى إيران بسهولة عن صنيعتها وحليفها الأمين في المنطقة ، ولكنها أيضاً لن تجازف بمواجهة قوى عظمى خارج ديارها .
بقية (الأشقاء) كما هي العادة ، لا خير يرجى منهم ، أفضلهم حالاً من سيحافظ على دور المتفرج وكفى .