أيمن بن محمد دغسني
و أعلم أن القصائد
في زمن الملح
لا تنجب الأقحوان الجميل
و لا تشطر البحر
حتى يمر الرجال ويغرق فرعون و التابعون
وأعلم أن خيوط العناكب
لا تستبيح البروق اللواتي
يعربدن فوق سماء الخليل
و لا تجهض الليلة الأفعوان
ليسرع بعد الوقوف الطويل
بأرض “الصعيد “
قطار النخيل
و أعرف أن الحروف الكسيحة
رقص المجاذيب
لن تجرح الجرح والمستحيل
و لن تطلق الماء صرخة عشق و موجة عطر
بأعراق هذي الصحارى
ولن توقد الرعب في صخرة الزيف
لن تترعرع الحرب إلا سكارى
فهذا زمان تلاقح فيه الفتيل وشهوة عود الثقاب …
و أدمنت الكفّ صبغ السيوف و قهر الخناجر
و هذا زمان الطيور اللواتي
تبعثر أعشاشها في المهاجر
و هذا زمان تمخّض فيه النخيل رصاصا
و أورق نجم القذائف من كل صوب و فجّ عميق
فبوركت يا لغة المجد
يا لغة الله
أنت التي تنقذين الزمان من الجدب والصلب
توفين بالعهد … إنّ خان من أتقنوا لعبة العهد و الوعد
تدرين ما قيمة الحرف و القصف
أنت التي تدفعين الشراعات
صوب الخليج الذي يشتهيها
شراعا … شراعا
تمطين عن أوجه الحاملين دفوف القضيّة
و الناسجين قميصا
و الراقصين على مسرح الشعب
و الأوصياء على الحيّ و الميت و الأولياء
قناعا … قناعا …
فكوني إذا ما تمطى الزمان
و أخني على الناس …
كوني البراق و كوني المدارا
ليغدو الخسيس الذليل زئيرا
و مستنقع الصمت يغدو هديرا
ونسقط فوق الجفاف انهمارا