سمية محنش
لكأنَّنَا لَمْ نَلْتَقِ
لَكَأنَّنَا لم نفْتَرِقْ
وكَأنَّ ذاكَ العُمْرَ مَحْضُ خُرَافَةٍ
بالكَادِ تُذْكَرُ في طَوَاسِينِ الزَّمَنْ
لا حُزْنَ يمْلَؤُنِي
ولا فَرَحٌ يُفَرِّغُ حَالَةَ العَدَمِ التِي تَنْتَابُنِي
لَكَأَنَّنِي لَمْ أَحْتَرِقْ
لَكَأَنَّنِي لَمْ أَخْتَنِقْ
لَكَأَنَّنِي لَمْ أَرْكَبِ البَحْرَ انَتِشَاءً
لمْ أغُصْ فِيهِ امتلاءً
لم أُغَنِّ الأفْقَ
أغْنِيَةَ الغَرَقْ
حَتَّى الشَّجَنْ..
مَا مِنْ شَجَنْ
لا العُمْرُ يَنْظُرُ خَلْفَهُ
لا القَلْبُ حَنْ.
لا شَيءَ كانَ و لم يكُنْ
شَيْءٌ هُنَاكَ كَمَا هُنَا
مَحْضُ احْتمالاتٍ تَكُونُ
لَعَلَّها لَيْسَتْ تَكُونْ
و الحُلمُ يَسْألُ خُلْسَةً
عَنَّا سُؤَالاً عَارِماً
مَنْ أَجْدَبَ الفِرْدَوْسَ مَنْ؟
كَمَدِينَةٍ كُنَّا جِبَاهاً في السَّمَاءِ
و نَاطِحَاتٍ لِلسَّحَابِ
و مَلْجَأَ الأَضْوَاءِ
و الضَّوْضَاءِ
و الوَجْهَ الحَسَنْ
كَيْفَ اسْتَوَيْنَا بِالتُّرَابِ
و صَارَ يَجْهَلُنَا التُّرَابْ
كَنَوَارِسِ البَحْرِ التِي ..
في الأرْضِ تَبْحَثُ عَنْ وَطَنْ.
يَا أَيُّهَا الملَاح كَمْ مَكْرُوبَةٌ
تِلْكَ المجَادِفُ
مُوحِشٌ شَكْلُ السُّفُنْ!!